يحتفل المغرب عند حلول العاشر من غشت من كل سنة باليوم الوطني للمهاجر، الذي أقره الملك محمد السادس في سنة 2003، مما يجعلها فُرصة للوقوف على واقع الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي يقدر عددها قرابة ست ملايين، و 70 % من أفرادها لا تتجاوز أعمارهم 45 سنة، والخُمس ولدوا في بلاد المهجر، ومغاربة العالم موزعون في أكثر من 100 دولة في القارات الخمس، وتصل ودائع الجالية بالبنوك المغربية بحوالي 130 مليار درهم.
قالت الدكتورة أمل بوسعادة العلمي الباحثة في قضايا الهجرة والمهاجرين في تصريح لـ “بلبريس”، و”نحن نحتفل باليوم الوطني للمهاجر، لازال المغاربة المهاجرين يعانون سواء داخل الوطن أو بلد الإقامة، مؤكدة أنه “لا حصيلة لفائدة المهاجرين بل هناك رجوع إلى الوراء، ويعانون الأمرين في بلد الإقامة والبلد الأم”، وأنه “يتم النظر إلى الجالية من طرف البعض سوى الحوالات المالية مثل “البقرة الحلوب”، وأنه “لا يتم الدفاع على كرامته”.
وأضافت رئيسة المنظمة الدولية للدفاع عن الحقوق والحريات، أن “الجالية المغربية بالخارج تنفست الصعداء حين جاء الدستور 2011 الذي أكد على المشاركة السياسية لمغاربة العالم، ولكن للأسف لم يتم تفعيل الأمر في عهد حكومتي العدالة والتنمية التي طالما دعت قبل توليها الحكومة لإشراك مغاربة العالم”، مشيرة أن “المنظمة التي تترأسها قامت برفع دعوى إلى المحكمة الدستورية لحل البرلمان المغربي لأنه في نظرنا غير شرعي لعدم إشراكه لمغاربة العالم وفق الدستور”، ويتعاملون معنا “كأننا قاصرين في المجال السياسي”.
ومن المعاناة المسجلة في وسط الجالية المغربية في الخارج، حسب نفس المصدر، قولها: “عدم ارتباط الجيل الثالث ببلد الأم، وبأن هناك اضطراب في الهوية لذات الجيل لأنه ليس هناك برامج لاحتضان هذه الفئة من طرف الوزارة الوصية، وأن الخادمات في دول الخليج يعانين من الظلم والعبودية، ولازال العمال في ذات الدول لا يتمتعون بأي حق من الحقوق، أما النساء في أوروبا تزداد معانتهم خصوصا بعد الطلاق، وفي قضية ضم الأسر، وتفريق الأم عن أبنائها، وأن المغاربة غير الحاصلين على الإقامة في أوروبا يبيتون في العراء بدون إهتمام من دولتهم الأم أو من البلد المتواجدين فيه”.
وعن الحصيلة، أكدت المستشارة الإعلامية، أنه “لا حصيلة تُذكر في عهد عبد الكريم بنعتيق، ويمكنني القول أنه أسوأ وزير الجالية مر على المغرب”، وبأنه “لا يهتمُ سوى بالرحلات والسفريات، وأن اللقاءات التي تُنظمها وزارته يتم استدعاء الأفراد لها بالمحسوبية وليس بطريقة ديمقراطية وتشاركية، ولكي تحصل على الدعم لجمعيتك أو منظمتك عليك أن تكون منتميا لحزبه الاتحاد الاشتراكي، ومن المصفقين له، وإذا عارضتهم يصيفونك بـ “المشاغب””، مطالبة بـ”إقالة وزير الجالية عبد الكريم بنعتيق، وإشراك الشباب في مجلس الجالية المغربية بالخارج، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج”.
وانتقدت الفاعلة الجمعوية وسط الجالية المغربية، “القرار الذي يلزم المهاجر عند دخوله لوطنه عبر السيارة ذات الأرقام الأجنبية،بأنه لا يمكن أن يسوقها إلا الشخص الذي دخل بها، وأن زوجة المهاجر مثلا إذا قامت بقيادة السيارة سوف تدفع غرامة قد تصل إلى 60 ألف درهما، وأن “الخطوة هدفها سحب أكبر قدر ممكن من الأموال من الجالية التي فضل بعضها قضاء عطلته في دول أخرى لأن التكلفة أصبحت كبيرة جدا في المغرب”.
وأكدت المتحدثة ذاتها، أن “أبناء الجالية يجدون صعوبة في دفن موتاهم، وأنه يجب أن يكتبوا وصيتهم قبل الوفاة، وإذا كانت زوجته أجنبية يمكن لها أن تحرق جثته مع أن الإسلام معروف يقول “إكرام الميت دفنه”، ومثلت بنموذج “قضية المغربي التي قامت محكمة قضائية بإصدار قرار حرق جثته بفرنسا بعد طلب زوجته الأجنبية”، وأن ” الدولة لا تريد إكرام المهاجرين سواء كانو أحياء أو أموات”
وعن واقع السفارات والقنصليات، أبرزت بوسعادة في حديثها، أنه “رغم أن الخطابات الملكية التي أكدت أكثر من مرة على ضرورة خدمة الجالية المغربية ومساعدتهم بدول الإقامة إلا أنها لا تقوم بأي عمل سواء في الجانب المكتبي المطلوب منها أو من ناحية القضايا المطروحة، وأنها “لا تريد تحمل مسؤوليتها وليتها تتعامل بطريقة بيروقراطية على الأقل، وحكت لي سيدة أنها تتصل بالسفارة المغربية في ألمانيا وسط النهار ولا أحد يجيب، وأيضا أبلغتني مغربية في فرنسا أن السفارة المغربية لا تهتم بمشاكل الجالية، خصوصا المغربيات في وضعية الزواج المُختلط”.
وحرصت “بلبريس” على التواصل مع الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق إلا أن ظل يرن دون إجابة في حدود كتابة هذه الأسطر.
مما لا شك فيه ان الدكتورة امل بوسعادة من القلة من المهاجرين التي تحرج الصمت المطبق للمسؤولين المغاربة عن شؤون الجالية
بنعتيق وزير لا يعرف سوى السياحة و البدخ و التقاط الصور. ايها المهاجرين ايتها المهاجرات لكم الله