أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن المملكة مقبلة على مرحلة تفاوضية جديدة تتسم بوضوح أكبر بعد صدور القرار الأممي رقم 2797، مشيرا إلى أن التعليمات الملكية السامية شددت على تحيين مبادرة الحكم الذاتي وتقديم صيغتها المحدثة إلى الأمم المتحدة عبر المبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا.
وشدد هلال على أن المغرب منفتح على المفاوضات شريطة أن تجري في إطار يحترم سيادته الوطنية ويستند إلى الواقعية السياسية التي باتت تحظى بدعم متزايد من قبل المجتمع الدولي.
وفي قراءة لهذا الموقف، قال الخبير في العلاقات الدولية عصام العروسي في تصريح خص به “بلبريس” إن خرجة عمر هلال كانت محسوبة ومدروسة بعناية، وجاءت لتضع حدا للبس الذي صاحب النقاش حول المفاوضات المقبلة ودور جبهة البوليساريو فيها.
وأوضح العروسي أن السفير المغربي سعى من خلال تصريحاته إلى إيصال ثلاث رسائل محورية: أولا، تأكيد مبدأ السيادة المغربية على كامل التراب الوطني باعتباره خطا أحمرا لا يقبل النقاش؛ وثانيا، تجديد التأكيد على سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر رغم الجمود الدبلوماسي، انسجاما مع الرؤية الملكية الداعية إلى الحوار والتعاون الإقليمي؛ وثالثا، توضيح وضعية ساكنة مخيمات تندوف، التي لا يمكن اعتبار البوليساريو ممثلا حصريا لها، بل جزءا من الساكنة الصحراوية التي يتسع لها مشروع الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية.
وأشار العروسي إلى أن حديث هلال حول المخيمات ينسجم مع الخطاب الملكي الأخير الذي دعا إلى فتح أفق العودة أمام المحتجزين في تندوف، مبرزا أن القرار الأممي الجديد يمهد لهذا المسار من خلال تعزيز مبادرة الحكم الذاتي كإطار وحيد للتسوية الواقعية.
واعتبر أن الموقف المغربي يزداد قوة وثباتا في ظل تنامي التأييد الدولي للمقاربة المغربية، وتراجع التعاطف مع الطرح الانفصالي الذي فقد مبرراته القانونية والسياسية.
ويأتي القرار الأممي رقم 2797 في سياق مسار دبلوماسي متواصل يقوده الملك محمد السادس منذ عقدين، يقوم على الحضور الهادئ والفعالية المتصاعدة في المنتظم الدولي، مستندا إلى دعم متنام وإلى رؤية استراتيجية تعتبر التنمية في الأقاليم الجنوبية ركيزة أساسية لتكريس مغربية الصحراء ميدانيا.