أثار الأمين العام لحزب الاستقلال ، نزار بركة، في خطابه خلال المهرجان الوطني للحزب بالبيضاء امس، قضية محورية تتعلق بمستقبل الشباب المغربي وتحدياتهم المعاصرة. وقد قدم تشخيصاً شاملاً لواقع القلق المتنامي لدى هذه الفئة، مستنداً إلى معطيات وأرقام تعكس عمق الأزمة.
وأقر بركة بارتفاع معدلات البطالة بشكل مقلق، حيث وصلت إلى 13.4% بشكل عام، وارتفعت بشكل حاد لدى الشباب لتصل إلى 39.5%، في حين بلغت نسبة بطالة النساء 29.6%. هذه الأرقام تعكس أزمة هيكلية في سوق العمل المغربي، تتطلب حلولاً جذرية وسريعة.
وفي سياق متصل، أشار بركة إلى تراجع الطبقة الوسطى كأحد المؤشرات المقلقة، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع تكاليف المعيشة واتساع الفجوة الاجتماعية. ورغم الإجراءات الحكومية المتخذة، كتعميم الحماية الاجتماعية التي تستفيد منها 4 ملايين أسرة، وتوسيع التغطية الصحية، وزيادة الأجور، وتخفيض الضريبة على الدخل، إلا أن التحديات لا تزال قائمة.
ولفت الأمين العام للميزان إلى مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم، داعياً إلى مواجهة المضاربين وتعزيز سلسلة الإنتاج المحلية. كما يشير إلى تحدٍ جديد يتمثل في التحول الرقمي المتسارع وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يخلق فجوة معرفية بين الشباب المغربي ونظرائهم في الدول المتقدمة، مع ما يصاحب ذلك من تهديدات لفرص العمل التقليدية.
وفي إطار التحديات المعاصرة، سلط بركة الضوء على الآثار السلبية لمنصات التواصل الاجتماعي، من نشر معلومات مضللة وأخبار زائفة، والترويج لنماذج نجاح غير أخلاقية، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على القيم الأساسية للمجتمع المغربي.
هذه التحديات المتراكمة تؤدي، وفق نزار بركة، إلى تنامي مشاعر الإحباط واليأس لدى الشباب، مما يؤثر سلباً على ثقتهم في المؤسسات المنتخبة. وقد أكد في هذا الصدد على دور الأحزاب السياسية في استعادة هذه الثقة من خلال العمل الجاد على معالجة هذه التحديات المتعددة.
هذه التحديات المتراكمة تؤدي، وفق نزار بركة، إلى تنامي مشاعر الإحباط واليأس لدى الشباب، مما يؤثر سلباً على ثقتهم في المؤسسات المنتخبة. وقد أكد في هذا الصدد على دور الأحزاب السياسية في استعادة هذه الثقة من خلال العمل الجاد على معالجة هذه التحديات المتعددة.