المغرب في قلب "كوب 16": تجربة رائدة في مكافحة التصحر
انطلقت اليوم الإثنين فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "كوب 16" في الرياض، ويستمر حتى 13 ديسمبر 2024. ويشارك في المؤتمر ممثلون من 197 دولة، من أجل تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر والتدهور البيئي، بالإضافة إلى تبادل الحلول المستدامة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.
ويترأس الوفد المغربي عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، الذي يعرض تجربة المملكة في مجال الحفاظ على البيئة وإدارة الموارد الطبيعية. حيث يعد المغرب من الدول الرائدة في اعتماد استراتيجيات مبتكرة لمكافحة التصحر، مثل استراتيجيته "غابات المغرب 2020-2030"، التي تهدف إلى تعزيز استدامة الموارد الطبيعية في مواجهة التغيرات المناخية.
سيقدم المغرب خلال المؤتمر تجربته الواسعة في إدارة الأراضي وحماية الغطاء النباتي، حيث تم تخصيص جناح خاص لعرض النجاحات التي حققها في هذا المجال. كما سيتناول الجناح الحلول البيئية التي اعتمدتها المملكة لمواجهة الجفاف وتعزيز قدرة الأراضي الزراعية على الصمود.
في الوقت نفسه، يشهد المؤتمر مناقشة عدد من المبادرات البيئية الكبرى التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، مثل مبادرة "السعودية الخضراء"، التي تهدف إلى زراعة 49 مليار متر مربع من الأراضي. هذه المبادرة تحظى بدعم دول الخليج والمجتمع الدولي، وتعتبر جزءًا من الجهود المشتركة لمكافحة التصحر في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد يمثل مؤتمر "كوب 16" منصة عالمية مهمة لتبادل الخبرات بين الدول، ومن المتوقع أن يسهم في تطوير حلول استراتيجية جديدة لمواجهة التصحر، مع التركيز على إشراك القطاع الخاص في مشاريع استثمارية لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
وتتزامن هذه الفعاليات مع الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، حيث يعتبر هذا المؤتمر أكبر اجتماع لأطراف الاتفاقية حتى الآن. ويتوقع أن يكون "كوب 16" نقطة تحول نحو التزام عالمي متجدد بتسريع الاستثمار والعمل على استعادة الأراضي وتعزيز القدرة على الصمود أمام الجفاف.
وتتضمن أجندة المؤتمر نهجًا مزدوجًا يركز على تعزيز الحلول الدولية للأزمات الناجمة عن تدهور الأراضي والتصحر والجفاف. كما سيتم عرض المبادرات التطوعية والابتكار والحلول العملية خلال أيام المحاور الخاصة التي ستعقد ضمن فعاليات المؤتمر.
