ضغوطات على وكالة حكومية بسبب شروط "إقصائية" في طلبات عروض تدقيق مالي

ضغوطات على وكالة حكومية بسبب شروط "إقصائية" في طلبات عروض تدقيق مالي

أخضع‭ ‬مراقبو‭ ‬الداخلية‭ ‬وثائق‭ ‬صفقات‭ ‬إحدى‭ ‬الوكالات‭ ‬للافتحاص،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬سلامتها‭ ‬القانونية،‭ ‬بعد‭ ‬التوصل‭ ‬بشكايات‭ ‬من‭ ‬متنافسين‭.

‬وأفادت‭ ‬مصادر‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬ب وكالة ،‭ ‬تحت‭ ‬الوصاية‭ ‬الإدارية‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬طلبات‭ ‬عروض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدقيق‭ ‬محاسبتها‭ ‬وماليتها‭ ‬لسنوات‭ ‬2021‭ ‬و2022‭ ‬و2023‭.

وأكدت‭ ‬مصادر‭ “‬الصباح‭” ‬أن‭ ‬المتنافسين‭ ‬المشتكين‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬البنود‭ ‬المتضمنة‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬التحملات‭ ‬إقصائية‭ ‬وتصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬متنافس‭ ‬واحد،‭ ‬إذ‭ ‬فرضت‭ ‬صاحبة‭ ‬الصفقة‭ ‬على‭ ‬المكاتب‭ ‬المتنافسة‭ ‬التوفر‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬محاسبين‭ ‬ومدققين‭ ‬ومأجورين‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬تجربتهم‭ ‬عن‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬متنافس‭ ‬واحد،‭ ‬كما‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬المكتب‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬العروض‭ ‬التوفر‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬داخلي‭ ‬لمراقبة‭ ‬الجودة‭.‬

وأفادت‭ ‬المصادر‭ ‬ذاتها‭ ‬أن‭ ‬الوكالة‭ ‬اعتبرت‭ ‬هذه‭ ‬المتطلبات‭ ‬شرطا‭ ‬أساسيا‭ ‬لقبول‭ ‬الملف‭ ‬التقني،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬المتعلق‭ ‬بالصفقات‭ ‬العمومية‭ ‬لم‭ ‬يشترط،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬العمل،‭ ‬سوى‭ ‬بيان‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الواجب‭ ‬توفيرها‭ ‬والتجربة‭ ‬الخاصة‭ ‬ومؤهلات‭ ‬المستخدمين،‭ ‬وفق‭ ‬طبيعة‭ ‬الخدمات‭ ‬المعنية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬المتعلق‭ ‬بتطبيق‭ ‬مدونة‭ ‬الواجبات‭ ‬المهنية‭ ‬لهيأة‭ ‬الخبراء‭ ‬المحاسبين،‭ ‬لم‭ ‬يشترط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فريق‭ ‬المهنيين‭ ‬مكونا‭ ‬من‭ ‬أجراء‭ ‬تابعين‭ ‬للمكتب، حسب ما أوردته جريدة "الصباح"‭. ‬

وأخضع‭ ‬المراقبون‭ ‬وثائق‭ ‬مختلف‭ ‬الصفقات‭ ‬للافتحاص،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬سلامتها‭ ‬القانونية،‭ ‬وتركز‭ ‬التحريات،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬به‭ ‬مصادر‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الارتباطات‭ ‬الممكنة‭ ‬بين‭ ‬أرباب‭ ‬الشركات‭ ‬ومسؤولين‭ ‬إداريين‭. ‬

وأكدت‭ ‬المصادر‭ ‬ذاتها‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬محليين‭ ‬أنشؤوا‭ ‬شركات‭ ‬بأسماء‭ ‬أقاربهم‭ ‬أو‭ ‬أصدقائهم‭ ‬ويمررون‭ ‬صفقات‭ ‬لهذه‭ ‬الشركات‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬منافسة،‭ ‬إذ‭ ‬يبتكرون‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬والشروط،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إزاحة‭ ‬أي‭ ‬مقاولة‭ ‬منافسة‭ ‬لترسو‭ ‬الصفقة‭ ‬على‭ ‬المقاولة‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬فيها‭.‬

وأفادت‭ ‬مصادر‭ “‬الصباح‭” ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬المراقبة‭ ‬تفتحص‭ ‬مختلف‭ ‬الصفقات‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬الوكالة‭ ‬ذاتها،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬سلامتها‭ ‬القانونية‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬أن‭ ‬فازت‭ ‬بالصفقات‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬لتلك‭ ‬المعنية‭ ‬بطلبات‭ ‬العروض‭.‬

وأبانت‭ ‬التحريات‭ ‬الأولية‭ ‬وجود‭ ‬خروقات‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحديد‭ ‬شروط‭ ‬قبول‭ ‬ملفات‭ ‬الترشح،‭ ‬إذ‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الوكالة‭ ‬ضمن‭ ‬دفتر‭ ‬الشروط‭ ‬الخاصة‭ ‬لإنجاز‭ ‬عملية‭ ‬تدقيق‭ ‬محاسباتي‭ ‬ومالي‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬تعبئة‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬والمؤهلات‭ ‬المتضمنة‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬التحملات،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التناسب‭ ‬بين‭ ‬أهمية‭ ‬المعايير‭ ‬ومقاييس‭ ‬قبول‭ ‬المتنافسين‭ ‬ومحتوى‭ ‬الأعمال‭ ‬موضوع‭ ‬الصفقة‭.‬

وأكدت‭ ‬التحقيقات‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬مسؤولي‭ ‬الوكالة‭ ‬حرصوا‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬معايير‭ ‬على‭ ‬المقاس،‭ ‬تستجيب‭ ‬لمكتب‭ ‬تربطه‭ ‬علاقات‭ ‬مصالح‭ ‬بهم،‭ ‬إذ‭ ‬يعتبر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تتوفر‭ ‬فيه‭ ‬الشروط‭ ‬المحددة‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬التحملات‭. ‬وتقرر‭ ‬إلغاء‭ ‬الصفقة‭ ‬وإعادة‭ ‬تحديد‭ ‬دفتر‭ ‬تحملات‭ ‬جديد‭ ‬يستجيب‭ ‬للمقتضيات‭ ‬القانونية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭.‬