حزب "فوكس" المتطرف يطالب ببناء جدار يفصل المغرب عن سبتة ومليلية
طالب حزب "فوكس" اليميني المتطرف في إسبانيا، ببناء جدار خرساني مسلح يفصل سبتة ومليلية المحتلتين عن بقية المغرب، ووصل به الأمر لإدراج مقترحه القديم الجديد ضمن برنامجه الانتخابي الخاص بالانتخابات الأوروبية المقرر إجراؤها في التاسع من يونيو الجاري.
وأكد الحزب “على أهمية تعزيز الحدود الإسبانية بإقامة جدار في سبتة ومليلية، وتزويد الشرطة والقوات المسلحة بجميع الموارد المادية والبشرية حتى يتمكنوا من حماية حدود البلاد بفعالية كاملة”، مطالبا في ذات الوقت المغرب “بالاعتراف الكامل بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية واحترامها”.
كما دعا “فوكس” في برنامجه الانتخابي إلى “إغلاق المساجد الأصولية، وطرد الأئمة الذين ينشرون الأصولية، وازدراء المرأة أو الجهاد، وحظر تدريس الإسلام في المدارس العامة”.https://www.belpresse.com/lastnews/499109.html
وتضع أغلب استطلاعات الرأي في إسبانيا منذ بداية الحملة الانتخابية الأوروبية، حزب “فوكس” اليميني في المركز الثالث (بين 7 و10 أعضاء في البرلمان الأوروبي) خلف حزب “العمال الاشتراكي” والحزب “الشعبي”.
في مقال سابق: مبادرة كراهية الاجانب..حزب "فوكس" يخسر أمام مهاجري سبتة
رفض برلمان سبتة، أول أمس، اقتراح حزب فوكس الذي سعى إلى المصادقة على “الطرد الفوري لجميع المهاجرين الذين يصلون إلى البلاد بشكل غير قانوني”، أو “عدم تقديم جميع المساعدات والمزايا الاجتماعية للمهاجرين غير الشرعيين”، أو “اتخاذ جميع التدابير اللازمة للمضي قدماً في إغلاق مراكز الإيواء”، متّهماً القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم بـ”خلق حالة من انعدام الأمن في شوارعنا”.
ورفض حزب الشعب، والحزب الاشتراكي العمالي، والحركة من أجل التغيير الديمقراطي، وسبتة يا، مقترح الحزب اليميني المتطرف.
وبرر مستشار رئاسة وحكومة السلطة التنفيذية المحلية، ألبرتو جايتان، عن الحزب الشعبي، معارضته ما وصفها بـ”مبادرة كراهية الأجانب” بأنها “تتعارض ليس مع صلاحيات المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي فحسب، بل أيضًا مع الإطار القانوني الوطني والدولي”.
وأضاف جايتان: “إنهم يقدمون مقترحات لا تتناسب مع هذه الجلسة العامة أو صلاحيات هذه المدينة ولا تتوافق مع اللوائح الوطنية والدولية، مثل طرد وحرمان جميع المهاجرين الذين يدخلون إسبانيا بشكل غير قانوني، أو قطع العلاقات مع دول معينة”، معبّراً عن “صدمته” من محتوى الاقتراح.
وتابع المسؤول ذاته: “من الواضح أن هذا ليس المكان المناسب لنقل خطابه (يقصد حزب فوكس) المعادي للأجانب، الذي يتعارض مع أسس الديمقراطيات الأوروبية”، مشيرا إلى انخفاض الجريمة المسجلة في سبتة بأكثر من 9 في المائة عام 2023 مقارنة بالعام السابق.
وأعربت زعيمة الحركة من أجل الديمقراطية، فاطمة حامد، عن أسفها بشأن مبادرات حزب فوكس التي وصفتها بأنها “قيء عديم الفائدة”، و”غرضها الوحيد هو بناء جدار في البلاد”، قبل أن تستطرد: “سنواصل الرهان على بناء الجسور”.
من جانبه انتقد المتحدث باسم حزب سبتة يا!، محمد مصطفى، مبادرة الحزب اليميني المتطرف، الذي اعتبر أنه “ليس منزعجا من المهاجرين، بل لأن لديهم حقوقًا، ويخرجون من الضعف الشديد ويتوقفون عن كونهم رخيصين أو عبيدًا في الخدمة”، مشيراً إلى من وصفهم بـ”الأوغاد الذين يبتزون أو يستغلون جنسيًا في حقول ويلبا أو مورسيا”، وأضاف: “هذا الاقتراح المزيف يظهر ما يمثله فوكس، العدو الأكبر للديمقراطية”.
وربطت النائبة المقترحة عن حزب فوكس، تيريزا لوبيز، تطور الجريمة المسجلة في إسبانيا بظاهرة الهجرة، لإثبات الحاجة إلى اعتماد تدابير مثل “معارضة إعادة توطين أي مهاجر غير شرعي لم يطلب الحماية الدولية”، و”إعطاء الأولوية للوصول إلى المساعدات الاجتماعية للإسبان”.
وحذرت ممثلة فوكس بعد أن قدر عدد الدخول غير النظامي المسجل في المدينة بـ1135 من أن “الوضع غير مستدام ويعرض مستقبل ورفاهية وازدهار الإسبان للخطر”، وفق تعبيرها.
