خلف استياء لدى الأسر..مختصون يشرحون أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء

تفاجأت الأسر المغربية بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، في جل أسواق المملكة، حيث وصلت الزيادة إلى 5دراهم، مع تسجيل تراجع الإقبال عليها في هذه الفترة، مما خلف استياء كبيرا لديها.

وفي تصريح لـ"بلبريس"، أوضح زوبير الصديق، رئيس جمعية شالة لمربي الأبقار، أن زيادة 5 دراهم معقولة في ظل الارتفاع الكبير لأثمنة الأعلاف في السوق العالمية، وجميع المدخلات التي تخص تربية الماشية.

وأشار الصديق إلى السبب الثاني الذي أدى إلى ارتفاع أثمنة المواشي، يتعلق الأمر بقلة العرض، مؤكدا أن ثلثا أو نصف "الكسابة" تخلو عن تربية المواشي نظرا لهامش الربح الضعيف.

وبخصوص تأثير مرض الحمى القلاعية الذي أصاب المواشي، على ثمن اللحوم الحمراء، أوضح رئيس جمعية شالة لمربي الأبقار أن "المواشي التي ماتت لا تشكل حتى نسبة 0.01 في المائة، ولا علاقة لها بارتفاع الأسعار،  إذ أنها لم تؤثر بتاتا في الأسعار" مؤكدا أنها" واصلت ارتفاعها رغم إعادة فتح بعض الأسواق التي أغلقت أبوابها بسبب الحمى القلاعية".

واعتبر المتحدث ذاته أن اللحوم الحمراء الطرية في منطقة شمال إفريقيا أرخص من جنوب أوروبا، إلا أن معدل استهلاكها منخفض، فوزارة الفلاحة تصرح بـ 17 كيلو للفرد، فيما المعدل العالمي هو أكثر من الضعف، أي 40 كيلو.

وبخصوص تأثير ارتفاع الأثمنة على القدرة الشرائية للمواطن، أكد الصديق أنه "بالفعل أثر الثمن على المستهلك الذي أوجد في اللحوم البيضاء البديل، فالديك الرومي أصبح ثمنه 11 أو 12 درهما، والعاملون في قطاع الدواجن يتكبدون خسائرة فادحة".

ودعا رئيس جمعية شالة لمربي الأبقار المستهلكين لمراعاة الوضعية التي يعيشها "الكساب"، مؤكدا أن ما يفوق 90 في المائة من المنتجين هم من المربين الصغار، الذي لا يستطيعون تحمل تكاليف الإنتاج، وبالتالي هم المتضرر الأول.

وبدورهم، اشتكى الجزارون من ارتفاع أسعار المواشي، وقلتها في الأسواق، وذلك خلال قيام "بلبريس" في جولة بأسواق مدينتي الرباط وسلا، اليوم الجمعة.

وأكد أحد الجزارين بسوق "الجزارة" بسلا، على أن المواشي قليلة في الأسواق، وبالتالي عندما يكون الطلب أكبر من العرض، فالأكيد أن ثمنها سيرتفع، وهامش الربح ينخفض، فضلا على أن الاقبال من طرف المستهلكين يقل.

وبالسوق ذاته الذي يعرف حركة خفيفة، أوضح جزار آخر أنه يمتلك ضيعة لتربية المواشي، إلا أنه اضطر إلى رفع ثمن اللحوم نظرا لغلاء أثمنة الأعلاف، مؤكدا أن مرض الحمى القلاعية لا علاقة بالموضوع، وإنما الأمر خدعة لتخفيض أثمنة اللحوم.

ولم يخالف رأي المستهلك آراء المهنيين، حيث عبرت إحدى السيدات التي كانت تهم لإقتناء بعض الكيلوغرامات من اللحم، عن عدم رضاها عن الأسعار حاليا، قائلة:" 80 درهما للكيلو ليس في متناولنا، فالمعقول هو 60 درهما نظرا لأجرتنا" مضيفة" أقتني الدجاج كل يوم إلا أن اللحم ضروري ونضطر لشرائه بين الفينة والأخرى".