في خضمّ الجدل المتواصل حول واقع المنظومة التعليمية بالمغرب، شرع محمد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في البحث عن كاتب عام جديد للوزارة، يكون في مستوى المرحلة، وقادراً على تحمّل ثقل المسؤولية ومواكبة الإصلاحات الكبرى التي تراهن عليها الحكومة في هذا القطاع الحساس.
الخطوة تأتي في ظرفية دقيقة تتكاثر فيها الانتقادات الموجهة إلى المدرسة المغربية، ما جعل الوزير التجمعي يسابق الزمن لاختيار شخصية إدارية ذات كفاءة عالية وخبرة ميدانية واسعة، قادرة على ترجمة رؤيته إلى مشاريع ملموسة تُعيد الثقة في التعليم العمومي.
ولتحقيق ذلك، أعلنت الوزارة عن تنظيم مباراة لانتقاء أجود الكفاءات لتولي منصب الكاتب العام، في وقت يُتوقّع فيه أن تشهد ميزانية وزارة التربية الوطنية ارتفاعًا ملحوظًا ضمن مشروع قانون المالية الجديد، ما يضع المنصب في قلب دينامية مالية وتنظيمية مهمة.
ووفق المعطيات المتداولة في كواليس الوزارة، فإن اسم الكاتب العام المقبل لن يخرج على الأرجح عن دائرة المقربين من الوزير برادة، الذي يُعرف عنه حرصه على العمل مع فريق محدود يثق في كفاءته وانسجامه مع توجهاته.
وبينما تتجه الأنظار إلى نتائج هذه المباراة المنتظرة، يرى مراقبون أن اختيار الكاتب العام الجديد سيكون مؤشراً على التوجه الإداري والسياسي الذي يرغب الوزير في ترسيخه داخل قطاع التعليم، بين خيار تجديد النخب من جهة، والإبقاء على منطق الثقة والتقارب الحزبي من جهة أخرى.
