زار محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، إقليم شيشاوة نهاية الأسبوع الماضي، على رأس وفد من قياديي “السنبلة”، لتقديم واجب العزاء في وفاة الحاج عمارة، أحد أبرز الوجوه الحركية وأقدم برلماني عن الحزب، بعدما قضى أكثر من أربع ولايات متتالية تحت قبة مجلس النواب.
الزيارة التي جاءت متأخرة أياماً عن موعد الوفاة، فجرت موجة استياء داخل صفوف الحركة الشعبية، حيث اعتبر عدد من مناضلي الحزب أن خطوة أوزين لم تكن في مستوى رمزية الراحل ومكانته التاريخية في تمثيل الحزب بالبرلمان. وزاد من حدة الغضب أن الأمين العام عاش في الفترة الأخيرة على وقع شائعات ثقيلة، وصلت حد ترويجه خبر “وفاته” أو وضعه رهن الحراسة النظرية، ما جعله في قلب الجدل السياسي والإعلامي.
وفي المقابل، لقيت مبادرة عبد الصمد عرشان، الأمين العام للحركة الديمقراطية الاجتماعية، إشادة واسعة، بعد أن حلّ بشيشاوة عشية وفاة البرلماني الحركي لتقديم واجب العزاء في وقت وجيز، في خطوة وصفتها مصادر مقربة بأنها “تجسد قيمة الوفاء وتقدير نضال الرجل”.
رحيل الحاج عمارة شكّل خسارة كبيرة لرفاقه في الساحة السياسية، حيث ارتبط اسمه بالعمل البرلماني لعقود طويلة، وبقي شاهداً على تحولات المشهد السياسي المغربي من موقعه داخل مجلس النواب. لكن الخلاف حول توقيت التعزية أعاد فتح النقاش حول صورة القيادات الحزبية وكيفية تعاملها مع رجالاتها التاريخيين.
