أكد وزير الخارجية ناصر بوريطة أن المغرب لم يكتفِ بامتلاك ساحل طويل، بل اختار أن يكون أمة بحرية حقيقية في وقت فضّلت فيه دول أخرى إدارة ظهرها للبحر. وأضاف أن هذه الرؤية لم تأتِ مصادفة، بل هي ثمرة استراتيجية جيوسياسية عميقة أرسى دعائمها الملك محمد السادس، لتجعل من البحر ركيزة للتنمية، ورابطًا للاندماج القاري والدولي، وأداة لتعزيز السيادة الوطنية.
بوريطة أوضح في افتتاح مؤتمر “الممارسات الدولية في تحديد المجالات البحرية” أن المغرب، منذ الاستقلال، أدرك أهمية فضاءاته البحرية، فأنشأ البحرية الملكية سنة 1960، وأقر تشريعات ترسيم مياهه الإقليمية، وصولًا إلى تبني قوانين 2020 الخاصة بالمياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة.
هذه الدينامية، بحسب الوزير، لم تقتصر على القوانين، بل تجسدت في مشاريع كبرى مثل ميناء طنجة المتوسطي، وميناء الداخلة الأطلسي المرتقب، إلى جانب المبادرات الملكية التي جعلت من البحر محورًا للتعاون الإفريقي، أبرزها مسار الرباط للأمن البحري والتنمية الزرقاء، ومشروع أنبوب الغاز الأطلسي–الإفريقي.
وأكد أن رؤية الملك تقوم على جعل البحر جسرًا للتنمية والاندماج لا مجرد حدود، من خلال الاستثمار في الاقتصاد الأزرق، حماية البيئة البحرية، والانفتاح على الشراكات الدولية. وختم قائلا: “حان الوقت لتحديث حوكمة المحيطات بما يواكب التحولات العالمية والتحديات البيئية”.