يسابق حزب الأصالة والمعاصرة الزمن لإعادة ترتيب أوراقه السياسية قبل الانتخابات المقبلة، عبر استقطاب وجوه وازنة في الساحة السياسية والإعلامية،
وفي هذا السياق، يبرز اسم البطل العالمي في رياضة “الفول كونتاكت”، مصطفى لخصم، كأحد الرهانات الكبرى التي يعول عليها الحزب لتعزيز حضوره في جهة فاس – مكناس، واستعادة زمام المبادرة في بلدية إيموزار كندر.
مصادر “بلبريس” كشفت أن لخصم حسم قراره بالعودة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي سبق أن خاض باسمه انتخابات 2016، وذلك بعد قطيعة مع حزب الحركة الشعبية، الذي ترشح باسمه سنة 2021 وصعد بفضله لرئاسة جماعة إيموزار كندر، غير أن علاقته بالحزب توترت في الأشهر الأخيرة، بسبب ما اعتبره “تخلياً تاماً عنه” في مواجهة ضغوط المعارضة المحلية، وعدم دعم قياداته له في أزمته القضائية مع عامل الإقليم.
وليس خفياً أن لخصم، الذي التحق لأول مرة بحزب التجمع الوطني للأحرار سنة 2011، قبل أن يتنقل بين أحزاب مختلفة، بات حاضرا بقوة في منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى خطابه السياسي المباشر، الذي يخاطب فئات عريضة من الشباب والطبقات المتوسطة.
وترى مصادر محلية بإموزار كندر تحدثت لـ”بلبريس أنه “انطلاقا من هذه التحركات، يبدو أن الأصالة والمعاصرة يسعى إلى “ترميم جبهته الانتخابية”، خاصة بعد التراجع الذي شهده في بعض الدوائر، ويفهم من عودة لخصم إلى الحزب أن القيادة الحالية تعي جيداً أن المعارك السياسية المقبلة ستُربح بـ”الرمزية”، لا فقط بالهياكل التنظيمية.
وتفيد المعطيات المتوفرة أن “البام” عقد عدة اجتماعات مغلقة مع لخصم خلال الأسابيع الماضية، من أجل وضع خارطة طريق واضحة لترشحه، سواء في الانتخابات الجماعية ببلدية إيموزار أو في الاستحقاقات التشريعية بإحدى دوائر جهة فاس مكناس، وهو ما يؤشر على نية الحزب في استثمار رمزية لخصم وتوظيفها ميدانيا لخوض معارك انتخابية حاسمة، واستغلال توثراته مع قيادة الحركة الشعبية.
من جهته، لم يُخف لخصم لمقربيه استياءه من “تجربته المريرة” مع الحركة الشعبية، والتي قال إنها “لم تكن في مستوى تطلعاته، ولا وفرت له الغطاء السياسي الكافي خلال المرحلة السابقة”، معتبراً أن “غياب الدعم في لحظات حساسة، خاصة في مواجهة سلطات محلية، كان سبباً رئيسياً في قراره بالعودة إلى الأصالة والمعاصرة”.
وتعيد هذه التحركات الجدل حول ظاهرة “الترحال السياسي”، التي تطبع الحياة الحزبية في المغرب، والتي يبررها البعض بضعف الديمقراطية الداخلية في الأحزاب، بينما يراها آخرون مجرد براغماتية سياسية تُمليها موازين القوى وتغير التحالفات.
في حين يرى مراقبون للمشهد السياسي أن دخول لخصم غمار الانتخابات المقبلة تحت يافطة الأصالة والمعاصرة، سيُعيد تشكيل المشهد السياسي المحلي، وسيضع خصومه أمام تحديات جديدة، خاصة في ظل تزايد الاهتمام الشعبي بالانتخابات المقبلة، والتنافس المحتدم على السيطرة على المجالس المحلية والجهوية.
هذا وحاولت “بلبريس” ربط الاتصال بمصطفى لخصم، من أجل التعليق على حصلت عليه من معطيات، إلا أن هاتفه ظل غبر مشغل.