في مشهد سياسي حاد داخل بيت الأغلبية، شنّ قياديون بارزون في حزب الأصالة والمعاصرة هجوماً لاذعاً على وزراء من حزب التجمع الوطني للأحرار، خلال لقاء نظمه الحزب حول "الجهوية المتقدمة" بجهة بني ملال خنيفرة، تحت إشراف الأمانة الجهوية وبتنسيق مع لجنة السياسات العمومية.
وتركزت نيران الانتقادات على وزيرة السياحة، التي كانت هدفاً مباشراً لعادل بركات، عضو المكتب السياسي لـ"البام" ورئيس جهة بني ملال خنيفرة، الذي لم يتردد في اتهامها بـ"محاربة السياحة في الجهة لحسابات سياسية وانتخابية ضيقة".
بركات لم يكتفِ بالتصريح، بل كشف أن الوزيرة رفضت التوقيع على اتفاقية دعم السياحة في الجهة، قائلاً بنبرة غاضبة: "لم تمنحنا حتى جوج دريال"، مضيفاً: "الاتفاقية وضعت فوق مكتبها، لكنها اعتقلتها ورفضت التأشير عليها أو حتى استقبالنا لتقديم الشرح".
ووصف رئيس الجهة الوضع بكونه "تهميشاً ممنهجاً" واعتبر أن وزارة السياحة غير موجودة عملياً في بني ملال خنيفرة، ملوّحاً بأن "المعركة مع هذه الوزيرة سيكون لها ما بعدها".
في المقابل، حرص بركات على الإشادة بوزيرة إعداد التراب الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري، واصفاً أداءها بـ"المجرد من أي انحياز حزبي"، ومثمّناً تعاملها المتوازن مع مختلف الجماعات الترابية عند توزيع الدعم والمشاريع.
الهجوم لم يقتصر على وزيرة السياحة، بل طال أيضاً لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، وإن دون ذكره بالاسم، حيث شن هشام المهاجري – العائد بقوة إلى المكتب السياسي للحزب – انتقاداً لاذعاً لما وصفه بـ"ثقافة التطبيل وهز الكتف"، في إشارة ضمنية إلى السعدي، مؤكداً أن القيادة تُنتزع بالنضال لا بالمديح.
ودعا المهاجري مناضلي الحزب إلى مواصلة العمل السياسي الجاد، حتى دون التموقع في الصفوف الأولى، مستحضراً تجربة مؤسسي الحزب وعلى رأسهم محمد الشيخ بيد الله، الذي راكم مسارات متعددة "من عامل إلى وزير إلى رئيس مجلس المستشارين"، دفاعاً عن فكرة الحزب وليس طمعاً في المناصب.
في غضون ذلك، حضر اللقاء وزيرا "البام" في الحكومة: يونس السكوري، وزير الشغل، الذي قدّم عرضاً هادئاً ومتماسكاً حول الجهوية المتقدمة، دون الانخراط في منطق التصعيد، وأديب بن إبراهيم، كاتب الدولة المكلف بالإسكان، الذي تحدث بدوره بلغة الحوار بعيداً عن توجيه الانتقادات.
اللقاء، الذي شهد حضوراً مكثفاً لقيادات الأصالة والمعاصرة، كشف حجم التوتر الكامن داخل مكونات الحكومة، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى تماسك الأغلبية في ظل صراعات باتت تخرج للعلن بشكل متكرر.