كشفت منظمة الصحة العالمية أن مرض الحصبة (بوحمرون) أودى بحياة 184 شخصًا في المغرب بين 1 أكتوبر 2023 و13 أبريل 2025، مع تسجيل أكثر من 25 ألف حالة محتملة في مختلف جهات المملكة، منها 13,706 حالات مؤكدة مخبريًا.
وأوضحت المنظمة أن ذروة الإصابة كانت في الأسبوع الرابع من عام 2025، ومن ثم بدأ عدد الحالات في التراجع، رغم استمرار الإصابات. ففي الأسبوع المنتهي في 27 أبريل 2025، تم تسجيل 995 حالة اشتباه بالحصبة بمعدل إصابة بلغ 2.7 لكل 100 ألف نسمة.
وأكدت منظمة الصحة أن تفشي الحصبة في المغرب بدأ أواخر عام 2023، حيث سجلت أولى الحالات في أقاليم محدودة من جهة سوس ماسة، وتوزعت الإصابات لاحقًا على مختلف مناطق المملكة. رغم تقدم المغرب في مكافحة المرض، إلا أن الحصبة لا تزال متوطنة في البلاد ويُقدر خطرها بأنه متوسط على المستوى الوطني.
وأشارت المنظمة إلى أن التطعيم يظل الأداة الأساسية في الوقاية من الحصبة، حيث يوفر لقاح الحصبة حماية بنسبة 97% عند أخذ جرعتين. كما يقلل اللقاح من مخاطر المضاعفات التي قد تهدد الحياة.
فيما يتعلق بتوزيع الحالات، أشارت المنظمة إلى أن 68% من الإصابات كانت بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وأن 49% من الحالات تم تسجيلها بين الأشخاص غير المطعمين. ولفتت إلى تحسن ملحوظ في الوضع الوبائي، مع انخفاض عدد الحالات بنسبة 64% في المناطق الأكثر تأثرًا منذ فبراير 2025.
وبالنسبة للوضع الصحي، أكدت المنظمة أن خدمات الرعاية الصحية لم تتأثر بشكل كبير، وكانت سعة المستشفيات كافية. وأشادت بالاستجابة القوية للمغرب في مواجهة المرض، مع تحقيق معدل تطعيم بلغ 98.45% حتى أبريل 2025، حيث تم التحقق من حالة التطعيم لـ10.74 مليون طفل.
ورغم أن المنظمة نبهت إلى التحديات المتعلقة بالحركة الحدودية للمسافرين، أوصت بالحفاظ على تغطية تطعيم مستدامة ومتجانسة لا تقل عن 95%، مع تعزيز قدرات الترصد والجاهزية. وأكدت أنه لا توجد توصيات بفرض قيود على السفر أو التجارة بناءً على الوضع الوبائي الحالي في المغرب.