تصريحات الديبلوماسية الفرنسية تُحرِج النظام الجزائري.. "العسكر" تحوّل لكوريا الشمالية في المنطقة
تجد الجزائر نفسها في موقف محرج على الساحة الدولية، حيث تتزايد علامات العزلة الدبلوماسية التي تواجهها، خاصة في علاقاتها المتوترة مع فرنسا، الشريك التاريخي الذي تحول إلى خصم في ظل سياسات الجزائر غير المحسوبة. وأكد وزير الخارجية الفرنسية، جان نويل بارو، في تصريحات صريحة عبر إذاعة RTL، أن العلاقات بين البلدين تعيش حالة جمود خطيرة، محمّلاً الجزائر المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور.
لم تتردد الدبلوماسية الفرنسية في كشف القسوة الجزائرية تجاه مواطنها الفرنسي من أصل جزائري، الكاتب بوعلام صنصال، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً ويعاني من ظروف صحية صعبة داخل السجن، بعيداً عن أسرته. ووصف بارو القرار الجزائري بالسجن خمس سنوات بحق صنصال بأنه "عنيف للغاية"، متهماً السلطات الجزائرية بعدم الإنسانية وغياب الرحمة في تعاملها مع قضية لا تستحق كل هذا التصعيد.
التصريحات الفرنسية لم تكن مجرد انتقاد عابر، بل حملت تحذيراً واضحاً من أن استمرار الجزائر في سياساتها العدائية سيدفع باريس إلى اتخاذ مواقف أكثر حزماً. وأشار بارو إلى أن إبقاء الجزائر خارج الصراعات السياسية الداخلية الفرنسية هو مصلحة مشتركة، لأن تحويلها إلى ورقة ضغط سيؤذي آلاف الفرنسيين من أصل جزائري، وهو تلميح واضح إلى أن الجزائر تدفع الثمن لاختياراتها غير العقلانية.
التوتر بين البلدين لم يبدأ مع قضية صنصال، بل يعود إلى أشهر مضت عندما اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء، وهو ما اعتبرته الجزا-ئر صفعة لقضية كانت تستخدمها كورقة ضغط في ملفاتها الإقليمية. واليوم، يبدو أن سياسة الجزائر المتهورة في التعامل مع ملفات حقوق الإنسان والعلاقات الدولية تدفعها إلى مزيد من العزلة، في وقت ترفض فيه مراجعة حساباتها والاعتراف بأخطائها.
الرسالة الفرنسية وصلت واضحة: الجزا-ئر تتحمل وحدها تبعات تدهور العلاقات، وعليها أن تختار بين الانفتاح على الحلول أو الاستمرار في سياسة المواجهة التي لا تخدم إلا مصالح ضيقة لنخبة حاكمة فقدت بوصلتها الدولية. والعالم يراقب، بينما تترنح الجزائر في دوامة من العزلة التي صنعتها بيدها.