في تصعيد إعلامي جديد، كشفت الجزائر عن عمق أزمتها الداخلية من خلال هجومها العدائي على دولة الإمارات العربية المتحدة، بحيث أن التلفزيون الرسمي الجزائري استخدم لغة استفزازية تتناقض مع أبسط قواعد الدبلوماسية، حيث وصف الإمارات بـ"الدويلة المصطنعة" واتهمها بـ"بث السموم الإيديولوجية"، إذ أن هذا الخطاب العدواني لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج أزمة حقيقية يعيشها النظام الجزائري، الذي يعاني من انهيار اقتصادي حاد وتراجع في الحريات العامة وتمزق سياسي داخلي.
فالمفارقة الكبيرة تكمن في أن التلفزيون الجزائري اعتمد على مشاهد قديمة من ستينيات القرن الماضي في هجومه على الإمارات، متجاهلاً التطور الهائل الذي تشهده الدولة الخليجية اليوم.
من جانبه علق الناشط الجزائري المعارض وليد الكبير على الأمر بسخرية، قائلاً: "المضحك في التقرير بث مشاهد عن الإمارات خلال الستينيات! ما الذي منعكم من عرض إنجازات الإمارات في القرن الحادي والعشرين؟ ثم بماذا تفاخرون؟ بالعمارة التي خلفها الاستعمار الفرنسي؟"، وما يكشف بالملموس والواضح حجم التناقض في الخطاب الرسمي الجزائري، الذي يحاول أن يقدم نفسه كحارس للتاريخ والأصالة بينما يعتمد على إرث استعماري في تفاخره.
أما الناشط المصري عماد فواز، المقيم في المغرب، أشار إلى أن هذا الهجوم الإعلامي ليس سوى محاولة يائسة لتصدير فشل النظام الجزائري، قائلاً: "أقف بكل وضوح مع الإمارات في مواجهة هذا العداء الإعلامي الجزائري المليء بالأكاذيب. استضافة مؤرخ جزائري في قناة عالمية ليست جريمة، بل هي حرية رأي".
وأضاف الناشط المصري، "لكن النظام الجزائري يعاني من عقدة تجاه كل دولة ناجحة"، وهو ما وضع النقاط على الحروف، حيث تكشف أن هذا الهجوم ليس أكثر من محاولة لتحويل الانتباه عن الأزمات الداخلية التي تعصف بالجزائر.
ويرى خبراء ومراقبون، أن السياق العام لهذا التصعيد الإعلامي يكشف أن النظام الجزائري يعاني من أزمات متعددة، بدءاً من الانهيار الاقتصادي وتراجع احتياطي النقد الأجنبي، مروراً بالقمع السياسي وملاحقة المعارضين، ووصولاً إلى العزلة الإقليمية بعد قطع العلاقات مع المغرب وتوترها مع دول عربية أخرى، وفي مثل هذه الظروف، يلجأ النظام إلى تصدير أزماته عبر عداء إعلامي مفتعل، لكن هذه الاستراتيجية لن تنقذه من الانهيار، بل ستزيد من عزلته وتدهور أوضاعه.
وتتساءل المصادر، "هل سيتوقف هذا العداء الإعلامي قبل فوات الأوان، أم أن الجزائر ستستمر في سياسة الانهيار؟"، مضيفين، أن "النظام الجزائري أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يعترف بأزماته ويعمل على حلها، أو يستمر في الهروب إلى الأمام عبر الهجوم على الدول الناجحة، وهو ما سيؤدي حتماً إلى مزيد من العزلة والتدهور".