في خطوة تعكس نوايا جدية واستعدادات مبكرة للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أطلق حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية دينامية تنظيمية لافتة، اختار أن تكون انطلاقتها من إقليم الخميسات، نهاية الأسبوع المنصرم، في تحرك سياسي يحمل أكثر من دلالة.
وقاد الأمين العام للحزب، عبد الصمد عرشان، هذه الدينامية من خلال لقاءات مكثفة واتصالات سياسية موسعة، نجح خلالها في استقطاب عدد من الوجوه الانتخابية البارزة، كما أعاد ربط الصلة مع شخصيات سبق أن غادرت الحزب في ظروف مختلفة، لتعود اليوم إلى بيت "النخلة" في سياق يبدو أنه يحمل رهانات انتخابية واضحة.
ويبدو أن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية يراهن على تعزيز موقعه في الخريطة السياسية، إذ يسعى إلى إعادة بناء قواعده التنظيمية في عدد من الأقاليم، مستفيدًا من التحولات التي يعرفها المشهد الحزبي، وما تفرزه من فرص لإعادة ترتيب التحالفات واستقطاب الكفاءات المحلية.
وفي هذا الإطار، احتضنت جماعة "مقام الطلبة"، بضواحي مدينة تيفلت، لقاء تنظيميا وُصف بالكبير، عرف حضور عدد من الفعاليات السياسية والجمعوية، وحمل في مضامينه رسائل واضحة مفادها أن حزب "النخلة" يستعد للعودة بقوة إلى الواجهة، وأنه يراهن على توسيع نفوذه في أقاليم تُعتبر تقليديًا خزانا انتخابيا مهما.
اللقاء، الذي أطره عبد الصمد عرشان شخصيا، لم يكن فقط مناسبة لإعادة ترتيب البيت الداخلي، بل شكل أيضا منصة للإعلان عن توجه الحزب نحو تجديد دمائه، وإعادة الاعتبار لمرجعيته السياسية، القائمة على التوازن بين التنمية المحلية والدفاع عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.
وبحسب متتبعين، فإن هذه التحركات الميدانية تعكس رغبة القيادة الحزبية في كسر حالة الجمود التي سادت في فترات سابقة، وفتح صفحة جديدة قوامها التواجد الفعّال في الميدان، وبناء قاعدة انتخابية صلبة قبل حلول موعد صناديق الاقتراع.
وإذا كانت المؤشرات القادمة من إقليم الخميسات تحمل إشارات إيجابية للحزب، فإن نجاح هذه الدينامية يظل مرهونا بقدرته على الحفاظ على وحدة صفوفه، وضمان حضور قوي في باقي الأقاليم، خاصة في ظل تنافس محتدم بين الأحزاب التقليدية والمستجدة على مواقع التأثير السياسي.
وفي انتظار أن تتضح معالم المشهد الانتخابي المقبل، يبدو أن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية قد قرر خوض غمار المنافسة باكرا، واضعا نصب عينيه هدفًا واضحًا: استعادة الحضور والتموقع، على قاعدة الاستقطاب، والتأطير، وإعادة البناء.