سجّلت فرنسا ارتفاعًا في حالات الإصابة بداء الحصبة منذ بداية عام 2025، وهو ما عزته وزارة الصحة الفرنسية جزئيًا إلى تفشي الفيروس في المغرب خلال العامين الأخيرين. وأوضحت الوزارة أن الرحلات المستمرة بين البلدين، خاصة خلال العطل المدرسية، ساهمت في استيراد الحالات إلى الأراضي الفرنسية.
ووفق المعطيات الرسمية، تم رصد 13 حالة مستوردة من المغرب منذ مطلع 2025، بعد تسجيل 26 حالة مماثلة عام 2024، ليصل العدد الإجمالي للحالات المستوردة إلى 39 حالة خلال عامين. كما سجلت مناطق مثل "هوت دو فرانس" و"أوفيرني-رون-ألب" انتشارًا واسعًا للفيروس، حيث تم الإبلاغ عن 50 حالة في الشمال الفرنسي منذ بداية العام، مقارنة بـ 8 حالات فقط خلال 2024، معظمها بين القاصرين.
وأشارت وزارة الصحة الفرنسية إلى أن 26 شخصًا تم نقلهم إلى المستشفى بسبب الحصبة، بينهم 11 حالة في يناير 2025 وحده. وأوضحت أن غالبية المصابين، خاصة الأطفال دون سن الخامسة، لم يتلقوا التطعيم اللازم، وهو ما ساهم في انتشار الفيروس بشكل أكبر.
ورغم إلزامية التطعيم ضد الحصبة في فرنسا، إلا أن أقل من 90% من الأطفال تلقوا الجرعتين الموصى بهما، ما أدى إلى وجود "بؤر ضعيفة" تُسهّل انتشار الفيروس. ودعت السلطات الصحية الفرنسية إلى تكثيف حملات التلقيح، خاصة للفئات غير المحصنة أو التي تلقت جرعات غير مكتملة، مشددة على ضرورة إعطاء جرعتين من اللقاح بفاصل زمني لا يقل عن شهر، أو ثلاث جرعات إذا تم أخذ الجرعة الأولى قبل سن 12 شهرًا.
أما في المغرب، فقد أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تراجعًا في عدد الإصابات الجديدة بنسبة 16.2% خلال الأسبوع الممتد من 3 إلى 9 مارس 2025، حيث تم تسجيل 2078 إصابة جديدة، مقارنة بـ 2481 إصابة في الأسبوع السابق، الذي شهد انخفاضًا بنسبة 13%. ورغم هذا التراجع، إلا أن الجهة الشرقية سجلت ارتفاعًا بنسبة 20.6% في عدد الحالات، في حين سجلت جهتا العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب أكبر نسبة انخفاض بلغت 50%.