من التناغم إلى الاقتتال الحكومي...بركة يكشف فشل الحكومة ويهاجم إجراءاتها في مواجهة غلاء الأسعار-فيديو
في وقتٍ يحاول فيه كل من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بيتاس، التأكيد على وحدة الأغلبية الحكومية والتقليل من حدة الصراعات السياسية داخلها، قرر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الخروج عن هذه الصورة ليكشف زيف الشعارات التي تروج لها مكونات حزب "الحمامة" حول التناغم الحكومي.
وخلال مهرجان جماهيري في أولاد فرج، اختار بركة أن يتبنى خطاباً معارضاً، بعيداً عن مسؤوليته في الحكومة، ليهاجم الإجراءات الحكومية ويلقي باللوم على فشلها. وتحدث بلغة حادة عن ارتفاع أسعار اللحوم في المغرب، منتقداً الحكومة بطريقة غير مباشرة، وملقياً اللوم على سياساتها في تدبير أزمة نقص القطيع، متجاهلاً تماماً مسؤوليته كعضو في التحالف الحكومي.
ولم يتردد بركة في انتقاد الحكومة بشكل علني حين قال: "في عيد الأضحى فتحنا باب استيراد القطيع ودعمنا العملية بـ500 درهم لكل كبش، وتم استيراد القطيع بـ2000 درهم للرأس، و”باعوه لكم بـ4000 درهم”، مما بدا وكأنه يوجه اتهاماً مباشراً للحكومة بدعم تجار السوق الذين استغلوا الوضع لرفع الأسعار، متحرراً من التزاماته السياسية في الدفاع عن حصيلة الحكومة.
الجدير بالذكر أن تصريحات بركة، التي أطلقها في منطقة أولاد فرج التي يشرف عليها حزب الاستقلال، قد أظهرت بشكل جلي تملصه من مسؤولية الحكومة وتأكيده على فشل الإجراءات الحكومية في معالجة غلاء الأسعار، بما في ذلك دعم استيراد اللحوم.
وتثير هذه التصريحات تساؤلات حول وجود حملة انتخابية مبكرة، حيث يعترف بركة بتبديد المال العام على برامج دعم لم تحقق نتائج ملموسة للمواطنين، خاصة فيما يتعلق باستيراد القطيع واللحوم التي لم تساهم في تخفيف الأزمة.
ما يزيد من تعقيد الوضع هو انقضاض حزب "البام" في مجلس النواب على الأغلبية الحكومية، حيث تبنى خطاباً معارضاً، ما يشير إلى انتقال الحكومة من مرحلة "الانسجام" إلى مرحلة "الاقتتال الداخلي" بين أطرافها، عبر تصريحات معاكسة تحمل رسائل متناقضة تحت شعار "راسي يا راسي".