لم يفوت عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار فرصة الجامعة الصيفية لشبيبة حزبه، التي انطلقت مساء أمس الجمعة بأكادير وستستمر إلى غاية اليوم السبت، للرد على خصمه السياسي الأول عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي اتهمه “بسرقة أموال الأرامل”.
أخنوش الذي كان يتحدث بمسرح الهواء الطلق من قلب “عاصمة سوس” أمام جمع غفير من أعضاء المكتب السياسي ومسؤولي الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية بحضور حوالي 4 آلاف شابة وشاب، تفاعَلَ خلال كلمته بالتعبير الصريح عن رفضه مطلب “رحيل بنكيران” الذي رفعه عدد من الشباب التجمعيين خلال افتتاح جامعة الشباب الأحرار (الدورة 5)، الذين كانوا يهتفون “بنكيران سير بحالك السياسة ماشي ديالك”، ورد قائلا: “خْلّيوْه فهو مؤشر للفشل السياسي”، رافضاً بذلك “الانجرار وراء ملاسنات مع البيجيديين”.
وقال رئيس حزب “الحمامة” إن “الذين انتهجوا السب والشتائم (تجاه باقي فرقائهم السياسيين) “ماكايجيبُو والو” في الصناديق والانتخابات ولن نرد عليهم بكلام ساقط مثلهم”، معتبراً أن “السياسة أخلاق، ولا أحد يُمكِنه الحديث في السياسة وممارستها إذا هو ما عندُوش الأخلاق. هاد الناس مغايجبدوناش للكلام الساقط ولنا أخلاق سياسية لا تسمح لنا بسبّ الناس.. ربْحناهُم”.
وأضاف “لن ينجحوا بكل هذا إلى حقل الكلام النابي والساقط لأننا حزب كبيرٌ نتحلّى بالأخلاق السياسية والأسرية في المقام الأول”. وتابع في رد مبطّن دون ذكر بنكيران بالاسم قائلا: “إذا أراد الفوز بالانتخابات فليكن متيقّناً أنه لن يفلح في ذلك… والدليل نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة بدائرتي المحيط بالرباط والفقيه بنصالح، التي حسمهما التجمع لصالحه في اقتراع الخميس 12 شتنبر الجاري. راهم ما كايْجيبو والو وتكفي الانتخابات الجزئية”.
وسجل أخنوش أن الحكومة الحالية دبرت تركة ثقيلة للحكومات السابقة حيث وجدنا المديونية العمومية مستقرة في 72 في المئة الناتج الداخلي الخام أزمة مائية في عدد من المناطق التي لم يكن يصلها حقها في الماء”.
وتابع المتحدث ذاته منتقدا الحكومات السابقة على أن “عدد من السياسات العمومية المهمة لم تنزل بالشكل المطلوب خاصة في ما يتعلق بالسياسات المائية وتعطيل الحوارات الاجتماعية التي أعادت ديناميتها الحكومة الحالية”.
وبلغة الأرقام، أشار القائد السياسي لـ”حزب التجمعيين” أن “الحكومة قلصت العجز لـ4 في المائة خلال هذه السنة ونتطلع إلى تخفيضه العام المقبل إلى 3.5 في المئة وتقليص”، مشيدا بتحقيق ناتج داخلي خام ب140 مليار دولار لأول مرة في تاريخ المغرب”.
وعن نسب التضخم، أورد أخنوش أنه “تم خفض نسبه التي تصاعدت خلال الفترة السابقة لأسباب دولية ومناخية قاسية وصلت إلى 10 في المئة”، مسجلا “أن التضخم اليوم لا يتجاوز 1 في المئة خلال 6 أشهر الأولى من هذه السنة”.
وتابع المسؤول السياسي أنه “طبقنا توجيهات الملك وحققنا ثورة اجتماعية غير مسبوقة وجعلنا من المغرب أول دولة اجماعية في إفريقيا بإقرار تغطية صحية إجبارية لـ10 ملايين مستفيد والدعم الاجتماعي المباشر لـ3 ملايين و900 ألف عائلة”.
وعن النقاش الذي لحق إلغاء مشروع مليون محفظة خلال السنة الحالية، أورد رئيس الحكومة الحالي أنه “لم نلغي هذا برنامج وإنما عززنا قدرة الأسر على تحمل نفقات دراسة أبنائهم بشكل مباشر”.
وفي ما يتعلق بالتعليم، أكد المتحدث ذاته أنه “أضفنا خلال هذه السنة 2600 مدرسة رائدة بعدما كان عددها محدد في 600 فقط خلال السنة الماضية”، مشددا على “أننا نتطلع إلى أن سنصل إلى 4600 مدرسة خلال نهاية الولاية الحكومية الحالية بإنجاح هذه التجربة على المستوى الابتدائي والإعدادي والثانوي”.
وسجل أخنوش أن “هذه الإنجازات التي نتحدث عنها اليوم هي التي تبين الفرق بين الحكومة التي تدبر الشأن العام للمغاربة اليوم وبين الحكومات التي تدبر شؤون المغاربة بأفق انتخابي”.
وخاطب أخنوش المواطنين بالقول إنه “كنا في المواعيد التي واعدنكم فيها”، مؤكدا أنه “لن ننتظر السنة الأخيرة لإبراز نجاحاتنا وإنما نجاحنا بارز في السنة الثالثة بوفائنا بمجموعة من الوعود”.
واعتبر رئيس الحكومة الحالي أن “الإشكالية الكبرى المطروحة اليوم هي إشكالية الشغل”، موردا أنه خلال “الـ6 أشهر الأولى من هذه السنة نجحت الحكومة في خلق 200 ألف منصب شغل”.
وتابع المسؤول الحكومي ذاته أن “هناك دينامية اقتصادية إيجابية اليوم”، مسترسلا أنه “من بين أهم الأولويات التي ستشتغل على إنجاحها الحكومة خلال السنوات المتبقية من ولايتها الحالية هي إنجاح ورش الشغل باقي الأوراش الاجتماعية”.