كشف عبد العزيز بوسرارف، المدير الجهوي للفلاحة بجهة مراكش آسفي، عن تفاصيل البرنامج الاستعجالي الذي أطلقته وزارة الفلاحة استجابة للضرر الذي ألحقه زلزال الحوز، الذي وقع يوم 8 سبتمبر من العام الماضي، بالبنية التحتية الفلاحية وللفلاحين في المناطق المتضررة.
وشدد بوسرارف في تصريح تلفزي له على قناة الأولى، على أن هذا البرنامج جاء بتوجيهات من وزير الفلاحة، وتم تنفيذه بسرعة على المستوى المركزي والجهوي والمحلي من خلال تعبئة كافة المصالح التابعة للوزارة.
وأوضح بوسرارف أن اللجان المحلية المكونة من ممثلي قطاع الفلاحة، السلطات المحلية، والمنتخبين باشرت عملية تشخيص الوضع على الأرض، لتحديد حجم الأضرار وإعداد قوائم المتضررين، استناداً إلى هذا التشخيص، تم وضع برنامج استعجالي مكون من أربعة محاور رئيسية، هدفه تقديم الدعم السريع للفلاحين المتضررين، وإعادة إحياء الأنشطة الفلاحية في المناطق الأكثر تضرراً.
أشار المدير الجهوي إلى أن المحور الأول للبرنامج يركز على إعادة بناء الرصيد الحيواني في المناطق المتضررة، وصرح بأن الوزارة قامت بتوزيع الشعير والأغنام والماعز مجاناً على الفلاحين الذين فقدوا جزءاً كبيراً من مواشيهم بسبب الزلزال، وشمل هذا التوزيع الجماعات الترابية الأكثر تضرراً، حيث استفاد من هذا المحور حوالي 42 ألف فلاح متضرر. وقد خصص لهذا المحور ميزانية إجمالية بلغت 185 مليون درهم.
أما المحور الثاني، فيهدف إلى إصلاح وتهيئة السواقي التي تضررت نتيجة الزلزال، بهدف إنقاذ الأشجار المثمرة التي تشكل مصدر دخل رئيسي للفلاحين في تلك المناطق.
وفقاً لبوسرارف، تم حصر 193 ساقية تضررت بفعل الزلزال، وقد تم إصلاحها بميزانية إجمالية قدرها 51 مليون درهم، مما ساهم في إعادة تشغيل الأنظمة الزراعية في هذه المناطق.
ركز المحور الثالث على إصلاح المسالك الفلاحية التي تربط المناطق المتضررة، بهدف فك العزلة عن الدواوير التي تأثرت جراء الزلزال، وأشار بوسرارف إلى أن هذه الجهود شملت إصلاح 11 كيلومترًا من المسالك الفلاحية، بميزانية بلغت 8 ملايين درهم، مما ساهم في ربط ستة دواوير كانت معزولة بشكل كامل.
وأوضح المدير الجهوي أن المحور الرابع والأخير تضمن ترميم وإعادة بناء وحدات تثمين المنتجات المجالية التي تديرها نساء قرويات، وقد تم رصد ميزانية قدرها 14 مليون درهم لهذا المحور، حيث تم ترميم 22 وحدة حتى الآن، أربع منها تم الانتهاء منها وتعمل حالياً، فيما توجد 18 وحدة أخرى في مراحلها النهائية. وقد استفادت من هذه المبادرة 34 تعاونية نسوية.
وضمن جهود الدعم الفوري، أكد بوسرارف أن الوزارة قامت بتوزيع 230 ألف قنطار من الشعير لفائدة 30 ألف فلاح متضرر في أقاليم الحوز وشيشاوة، بميزانية بلغت 71 مليون درهم، كما تم توزيع 25 ألف رأس من الأغنام مجاناً على 2500 فلاح متضرر بغلاف مالي قدره 42 مليون درهم.
الهدف من هذه المبادرات حسب لبوسرارف هو تمكين الفلاحين من إعادة بناء قطعانهم والحفاظ على مصدر دخلهم الأساسي، خصوصاً أن المناطق المتضررة تعتمد بشكل رئيسي على تربية المواشي، وخاصة المجترات الصغيرة.
واختتم عبد العزيز بوسرارف تصريحه بالإشارة إلى أن هذا البرنامج الاستعجالي هو جزء من جهود حكومية شاملة لدعم المناطق المتضررة من الزلزال، وذلك وفقاً للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما أوضح أن الحكومة وضعت برنامجاً مهيكلاً يمتد لخمس سنوات، ويهدف إلى إعادة إحياء الأنشطة الفلاحية في هذه المناطق، مع التركيز على إقليم الحوز وشيشاوة.