برلمانيون يعلقون على العفو الملكي على متابعين ومبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي

بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لهذه السنة، تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فأصدر حفظه الله أمره السامي المطاع بالعفو الملكي عن مجموعة من الأشخاص، منهم المعتقلون ومنهم الموجودون في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة وعددهم 685 شخصا.

كما تفضل الملك، بإسباغ عفوه المولوي على 4831 شخصا المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي المتوفرين على الشروط المتطلبة للاستفادة من العفو

وفضلا عن الجوانب الإنسانية لهذه الالتفاتة المولوية السامية، فإنها ستمكن المشمولين بها من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي والأثر المهيكل الذي سيحدثه نشاطها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تصنيع وتحويل وتصدير القنب الهندي واستيراد منتوجاته لأغراض طبية وصيدلية وصناعية، وكذا المساهمة في تطوير الزراعات البديلة والأنشطة غير الفلاحية.

 

نور الدين مضيان: العفو الملكي يطوي صفحة الرعب الذي عاشته العائلات بسبب زراعة القنب الهندي

قال نور الدين مضيان برلماني حزب الاستقلال عن دائرة الحسيمة التي تعرف بزراعة القنب الهندي، إن العفو الملكي عن مزارعي القنب الهندي، طوى صفحة طويلة من الرعب عاشته ساكنة مناطق في شمال المغرب بسبب الملاحقات القضائية.

وأوضح مضيان أنه عاش سنوات مشكلة هؤلاء المواطنين البسطاء، ويعرف جيدا المآسي التي تسببت فيها الملاحقات، حيث إن أشخاصا عاشوا بدون تجديد هوياتهم بسبب الخوف من الاعتقال وآخرون منعوا أنفسهم من الذهب إلى السوق والأماكم العامة، وقال إن تلك الملاحقات كانت بمثابة عرقلة للتنمية. وأشار مضيان إلى أن مبادرة العفو الملكي تشجع المزارعين في هذه المناطق على الانخراط في سياسة تقنين زراعة القنب الهندي.

 

محمد السيمو: العفو الملكي فرصة سانحة للصلح مع سكان مناطق زراعة "العشبة"

قال محمد السيمو، البرلماني عن إقليم العرائش، إن العفو الملكي عن الآلاف من المتابعين في قضايا مرتبطة بزراعة القنب الهندي جاء في الوقت المناسب، معتبرا إياه فرصة للصلح مع شريحة واسعة من المتابعين وأسرهم بمناطق زراعة “العشبة” من أجل جبر الأضرار.

وأضاف السيمو، في تصريح صحفي، أن مطلب إصدار عفو شامل لطالما رفعه شخصيا في إطار اللجان البرلمانية حتى قبل رفع تجريم زراعة “العشبة”، وقبل إصدار قرار لجنة المخدرات التابعة لهيئة الأمم المتحدة، ورفع المنع عن زراعة واستعمال “الكيف” لأغراض وانخراط المغرب في هذا الورش، مشددا على أن المبادرة الملكية أثلجت الصدور.

وفي وقت أكد البرلماني السيمو عدم استفادة أبناء إقليم العرائش من المزارعين من العفو الملكي، حتى حدود اللحظة.

ووفق المعطيات التي توصل بها حتى كتابة هذه الأسطر، أضاف أن هذا العفو السامي سيخفف من الآثار الجانبية، الإنسانية منها والاجتماعية، لساكنة مناطق زراعة القنب وأبنائهم وما خلفه ذلك من حرمان لأبناء المتابعين من حقوقهم سواء في الحصول على الوثائق الإدارية أو السكن الجامعي ومتابعة الدراسات العليا.

وأورد المتحدث ذاته أن مساحة زراعة القنب الهندي عرفت تراجعا كبيرا مقارنة مع سنوات خلت، مبرزا أن التقنين يخرس الأبواق المعادية ويقطع الطريق على خصوم المملكة الذين لطالما هاجموا المغرب، واصفا المتابعات في حق المزارعين بـ”المشكل العويص”، لاسيما أن جلها شكايات كيدية للمبتزين وحسابات سياسية ضيقة استغلت خلال فترات معينة من قبل البعض.

واستحضر السيمو تلقيه اتصالات من قبل يهود مغاربة يعتزمون إحداث معمل بإقليم العرائش على حد قوله، موردا أن هذا الأمر يبقى صعبا في ظل استثناء الإقليم من لائحة المناطق المسموح لها قانونا بممارسة هذا النشاط الزراعي، داعيا إلى ضرورة السماح لسكان إقليمي وزان والعرائش بزراعة “النبتة” على غرار باقي الأقاليم التي شملها القرار.

 

العربي المحرشي: 800 امرأة استفدن من العفو الملكي عن مزارعي الكيف والعائلات بكت من الفرح

كشف العربي المحرشي، برلماني حزب الأصالة والمعاصرة، عن دائرة وزان، أن 800 امرأة يوجدن ضمن قائمة المستفيدات من العفو الملكي عن مزارعي الكيف، من أصل 4831 مستفيدا.

وأوضح في تصريح صحفي أن المواطنين في مناطق زراعة الكيف فرحوا كثيرا لحد البكاء، مساء أمس بعد تلقيهم خبر العفو الملكي. وقال إن النساء المتابعات كن لا يستطعن الذهاب للسوق أو إلى اللقاءات العائلية مخافة اعتقالهن ».

وعبر المحرشي عن ارتياحه للقرار الملكي، وقال إن حزبه طالب من 2009 بالعفو عن مزارعي الكيف وتقنين زراعته، وبخصوص سؤال عن ما إذا كان هناك أشخاص آخرون متابعون بسبب زراعة المخدرات، أوضح أنه تواصل مع وزير العدل عبد اللطيف وهبي، حول كيفية معرفة الأسماء المستفيدين، فرد بأنه يمكن التواصل مع وكلاء الملك لمعرفة الأسماء في كل منطقة، وقال إن جميع المتابعين تم التجاوب مع طلباتهم.

 

عبد الرحيم بوعزة : نتطلع لمصالحة شاملة مع مناطق الكيف والعفو الملكي بداية القطع مع الابتزاز والشطط في استعمال السلطة

اعتبر عبد الرحيم بوعزة، البرلماني وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة « العفو الملكي عن المتابعين في قضايا زراعة القنب الهندي، مبادرة إنسانية من ملك حنون وأب عطوف، تنضاف إلى سجله الحافل بالمبادرات الإنسانية التي تجاوزت حدود الوطن، في مواقف إنسانية نبيلة منذ توليه العرش ».

وأبرز البرلماني عن دائرة إقليم شفشاون في تصريح صحفي، أن « العفو الملكي عن المتابعين في قضايا زراعة القنب الهندي، له أبعاد تلامس واقع فئات من المواطنين اعتبرهم القضاء في حكم المخالفين للقانون، إلا أن عنصر النية الإجرامية لم يكن قط حاضرا لديهم بحكم عوامل مختلفة يصعب بسطها الآن ».

وقال بوعزة: « نقدر عاليا هذه المبادرة الملكية السامية تجاه رعاياه بمناطق زراعة الكيف، ونتطلع إلى أن تكون بادرة نحو مصالحة شاملة للدولة مع مناطق زراعة القنب الهندي ».

ودعا المتحدث إلى « التقاط الإشارة الملكية من قبل كل فعاليات المجتمع، وعلى رأسها مؤسسات الدولة لإيجاد صيغ تنموية حقيقية، وبنخب وطنية تستحضر الثوابت الوطنية، وخدمة الصالح العام بعيدة عن منطق الانتفاع والولاءات، مع القطع مع كل أشكال الابتزاز والشطط في استعمال السلطة لتحقيق مصالحة شاملة، خاصة وأن بلدنا قطعت أشواطا هامة نحو تقنين هذه النبتة واستغلالها في الاستعمالات المشروعة ».

وأكد في الصدد نفسه، أن تقنين القنب الهندي في ما تعرف بمناطق الكيف « سيمكن أبناء المنطقة من خلق قيمة مضافة يساهمون بها في بناء وطنهم وتمكينهم من العيش في أمن وسلام »، وفق تعبيره