في أول تعليق على الرسالة التي وجهها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة ، أن "الموقف الجديد لباريس يكرس الدعم الواضح والنشط لسيادة المغرب على الصحراء"، مشيرا إلى أن "موقف فرنسا يندرج في إطار حركة بدأت قبل عدة سنوات".
واعتبر بوريطة في تصريحات لوكالة "إيفي" أن هذا التحول "المهم"، يظهر أن "خطة الحكم الذاتي هي الحل النهائي والحصري لهذا النزاع"، مشيرا إلى أنها رسالة لجميع أطراف النزاع "لتفهم أن المجتمع الدولي قد بنى إجماعا حول مغربية الصحراء".
ولفت وزير الخارجية المغربي إلى أن التحول الفرنسي بشأن الصحراء "ليس مجرد دعم للحكم الذاتي" تحت السيادة المغربية، بل يضمن تناسق عمل باريس في هذا الموقف الجديد "على الصعيدين الداخلي والدولي".
وأبرز أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكر في رسالته إلى محمد السادس بمناسبة مرور 25 عاما على توليه الحكم أن "الحاضر يرتبط بالسيادة" المغربية على الصحراء المغربية، و"المستقبل كذلك".
وأشار بوريطة إلى أن خطوة فرنسا هي "تطور مهم جدًا" لأن هذا البلد عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، إلى جانب أنها (فرنسا) وإسبانيا كذلك "بلدان يعرفان المنطقة والقضية جيدا”، موضحا أن العلاقات المغربية-الفرنسية في الأشهر الأخيرة شهدت تطورا سياسيا إيجابيا، ويأتي هذا الاعتراف لتعزيز هذه الديناميكية".
وحسب المسؤول الحكومي، فإن توقيت إعلان فرنسا والذي تزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتولي محمد السادس الحكم" رمزي جدًا للإشارة إلى التحول الذي عرفته القضية خلال حكم الملك، مؤكدا في المقابل أن هذا الموقف تزامن أيضا مع "تحرر المغرب تدريجيًا من عدة أعباء وصعوبات فيما يتعلق بملف الصحراء، ويكرس سيادة المغرب على هذه الجزء من أراضيه".
وذكر بوريطة في تصريحاته للوكالة الإسبانية أن العديد من الدول الأوروبية، الأمريكية والإفريقية تدعم سيادة المغرب وخطة الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن “هناك إجماعا دوليا اليوم بشأن وضع الإقليم”، مشددا على أن الموقف الجديد لباريس “ثابت وغير خاضع لأي تفسيرات أو قيود”.
كما أكد بوريطة أن “هناك إجماعا في الأمم المتحدة على التوصل إلى استنتاجات استناد إلى هذا التطور الدولي”، وبالتالي”إخراج الملف من الجمود”، مردفا :”هناك فقط حل وحيد، يحترم تمامًا سيادة المغرب على صحرائه ويستند حصريا إلى خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي اقترحها المغرب في عام 2007”.
وصباح أمس الثلاثاء، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رسميا للملك أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء المغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، وفق ما أكده بلاغ للديوان الملكي.