‘‘ غلاء’’ العيد الكبير يهزم ‘‘وعد’’ اقامة الدولة الاجتماعية

 

شكل العيد الكبير لهذه السنة ضربة قوية للقدرة الشرائية لجل طبقات المجتمع المغربي، كونه شكل عبئا اجتماعيا واقتصاديا كبيرا على أغلبية هاته الطبقات، نتيجة غلاء اضاحي عيد الكبير لهذه السنة في غياب تام لتدخل الدولة التي هزمها ‘’الشناقة’’ ‘’ولوبيات ‘’الهمزة’’ و’’مصاصي’’ دماء الفقراء بدون رحمة او شفقة.

وما زاد من قساوة الوضعية الاجتماعية والمالية للأسر المغربية بمناسبة عيد الأضحى، الظرفية الاقتصادية المغربية المتسمة بنسب تضخم مرتفعة وباستمرار الجفاف وغلاء أسعار المواد الغذائية والأولية والمحروقات.

الامر الذي جعل علماء الاجتماع والاقتصاد يتساءلون حول أسباب وتداعيات عجز القدرة الشرائية عند المغاربة ، خصوصا في هذه المناسبات الدينية المقدسة عندهم، وهي قدرة ضعيفة في الاصل ،ومع تكلفة المناسبات الدينية كالعيد الكبير تزداد هذه القدرة الشرائية ضعفا .

عانى المواطن كثيرا في هذا العيد لان اثمنة الاضاحي ارتفعت بشكل صاروخي، وجعلته يتهم الحكومة بعجزها في حمايته من جشع ‘’اللوبيات’’ و’’الشناقة’’، وهذا ما جعل الكثير من المهتمين ينتقدون الإجراءات الحكومية المتبعة للتخفيف من إنهاك القدرة الشرائية الشرائية للمواطن، لكون هذه الإجراءات الحكومية لم تتوجه للمواطن مباشرة ، وإنما وجهت لجهات أخرى، وهذا ما أعاق تنزيل هذه الإجراءات الحكومية بكيفية سليمة على أرض الواقع.

فمثلا لدعم أضحية العيد قامت الحكومة بجلب أضاحي من اسبانيا ورومانيا بـ 1000 درهما مع إعطاء 500 درهما للمستوردين لتلبية الطلب ، في حين نجد المستورد يبيع هذه الأضاحي 3500 درهما فما فوق، وهو ما يعني أن الدولة تساند وتدعم المستورد بدل المستهلك، وأن هذا الدعم لم ينعكس على الواقع العملي الملموس، إذ كان على الدولة على الأقل فرض تسقيف أسعار الأضاحي المستوردة وهو ما لم يتم، كما جاء في تصريح احد الخبراء الاقتصاديين لإحدى المواقع الإلكترونية .

ويؤكد هذا الكلام عجز الكثير من الاسر عن اقتناء الاضحية ، والتجائها للقروض او بيع امتعتها ، او التخلي عنها ، وهذه مؤشرات خطيرة على الوضع العام الاجتماعي والاقتصادي لجل الاسر المغربية.

مؤشرات اكدت ان اقامة“الدولة الاجتماعية”، وتعميم الدعم الاجتماعي المرفوعين من قبل الحكومة ما زالا مجرد شعارات وبرامج ومخططات بعيدة التحقق في واقع عنيد يعاني فيه المواطن كل اشكال الغلاء والتضخم والفقر.

معاناة المواطن في عيد الكبير هذه السنة عرت الواقع المؤلم والصعب التي يعيشه المواطن نتيجة غلاء المعيشة في المغرب; وفشل السياسات الاجتماعية للحكومية المتعاقبة، وهو ما يشكل اخطر التحديات لحكومة اخنوش .

لذلك نقول، ان ‘’الجحيم’’ الذي عاشه المواطن في مناسبة العيد الكبير لهذه السنة ، قد هزم شعار ‘’جنة’’ الدولة الاجتماعية التي تنادي بها حكومة اخنوش.

وامام الجحيم الذي عاشه المواطن في هذه المناسبة الدينية بسبب الغلاء، على حكومة اخنوش ان تتدخل لحماية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين من تغول بعض اللوبيات التي تعتقد انها فوق القانون، دون وعيها بمخاطر ذلك على الامن والسلم الاجتماعيين اللذين ينعم بهما المغرب.