"البام" يستعرض تصوره لحداثة تعديلات مدونة الأسرة

استعرض؛ عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة ، صلاح الدين أبوالغالي؛ خلال أشغال ندوة نظمتها الأمانة الإقليمية للحزب بالحي الحسني بمدينة الدار البيضاء مساء اليوم الجمعة 29 مارس 2024، حول موضوع “التمكين القانوني والسوسيو اقتصادي للنساء، في ضوء مراجعة مدونة الأسرة وخلاصات النموذج التنموي الجديد”، (استعرض) مفهوم الحداثة في المشروع السياسي والمجتمعي لحزب الأصالة والمعاصرة.

وقال أبو الغالي في هذا الصدد “إن الحداثة التي تعد في صلب مشروعنا السياسي لا تنبع من تجارب الحداثة الغربية التي تصورت من كثرة ما اختلط عليها الحابل بالنابل أن الحل في التحرر من سلطة الكنيسة هو استبعاد كل أثر للدين في حركة الحضارة حتى أصبحت تلك الحضارة بحرا بلا ساحل”.

واعتبر عضو القيادة الجماعية أن الحداثة التي يؤمنون بها داخل حزب الأصالة والمعاصرة نابعة من الوجدان المغربي بكل ما يزخر به من آداب وفنون وجماليات وأمن روحي، مضيفا أنهم يعتبرون داخل الحزب كذلك أن هاته العناصر من المداخل الأساسية لترسيخ الحداثة الوجدانية المغربية، المنبثقة من “أصالتنا ووحدة إنتمائنا إلى جغرافيتنا الفريدة، واعتزازنا بالدين الإسلامي السمح وإيماننا الراسخ بالقوة الاستدلالية الموجودة في الذكر الحكيم الذي يرفع من قيمة العقل، ويرفض التقليد ويطلق يد الإنسان الحر والمفكر، ويعظم قيمة مصلحة الناس، فاصطلح عليها “فطرة الله التي فطر الناس عليها، وميزها بمفهوم “الدين القيم”، فالقيومية للعدل وللحريات المصونة، وللمساواة بين الرجل والمرأة وللديموقراطية وللمواطنة”.

وفي هذا الإطار تابع أبوالغالي بالقول: “علينا أن نجتهد في إظهار تلك القيم بما يخدم مصالحنا ومصالح أبناءنا، وأن نحث علماءنا الأجلاء الغيورين على هذا الوطن الحبيب على الإنفتاح والإعتدال والقراءة العقلانية للتشريعات والأحكام الدينية، كما فعل أجدادنا العلماء في القراءة والفقه والعلم والتدبر، رحمة الله عليهم جميعا، لأنهم أدركوا واقعهم وتفاعلوا مع متطلبات عصرهم في حدود الجغرافية والتاريخ وكان اجتهادهم ضمن أدواتهم المعرفية ومفاهيم وقتهم، وكان تحليلهم يستجيب للحاجة وللإنسجام مع بيئتهم، والحال أنهم كانوا حداثيين بكل المقاييس وأصابوا في ذلك، فأينما كانت مصلحة الناس، فثم شرع الله”.

وسجل المتحدث ذاته أنه في إطار النقاش العمومي حول تعديل مدونة الأسرة تقتضي المصلحة التجاوب مع فطرتنا الحداثية السليمة والتي تتبنى أن الأصل في الحياة الدنيا هو الإنسان، وأن المشترك بيننا في بلدنا الحبيب هو المواطنة، وأن الوجدان المغربي يجمعنا، وأن الدين ملك للجميع، وأن الأصل في الدين هو الإيمان بالله وأن الملكية هي لحمتنا وأن الوطن هو إلتزامنا، وأن رحمة التعددية تكمن في تنوعنا العرقي واللغوي وفي الملل وأن حكمة التعارف تفتح لنا شراكات وفرص مع باقي الشعوب، وأن السياسة هدفها إسعاد الناس في الدنيا فقط وما عدا ذلك فهو هراء ولكن أكثر الماضاويين لا يعلمون”.

وتابع أبو الغالي بالقول: “الخصوم السياسيون يمجدون الماضوية، كونها أدت خدمة كبيرة في الاتجار في عقدة الذنب وما يترتب عن ذلك من عجز عن انتاج المعرفة، معتبرا أن “الماضوية قامت على ركيزتين اثنتين تكمن أولهما في الجعل من نمط عيش قديم دينا بمعنى الكلمة ولو تناقض مع دين الله، فيما تتجلى الثانية في احتكار الفكر، مما أدى ذلك إلى استعباد واستبداد”.

واعتبر عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أن أحد المنتسبين للتيار الماضوي اختزل مسألة انتقال الثروة في الإرث ليجر النقاش حول آية المواريث، مبرزا أنهم في حزب الأصالة والمعاصرة لم يتطرقوا أبدا للإرث وليس لديهم أي حرج في مسألة الإرث المتعارف عليها ولا في الآية الكريمة، بل كل ما في الأمر هو أنهم يرغبون في تفعيل الوصية، كون الوصية هي الأصل في القرآن الكريم، الذي جعلها أحد الخيارين في انتقال الثروة وخصص لها آيات يفوق عددها آيات المواريث.