في ظروف مناخية صعبة، لا تزال عشرات الأسر من ساكنة جماعة أغبالو نكردوس بإقليم الرشيدية تعتصم منذ أزيد من عشرة أيام في العراء تحت الصقيع بموقع توداعت، على بعد نحو ثلاث كيلومترات من مركز القرية، مواصلة لمسلسل الاحتجاجات ضد « سياسة المجلس الجماعي وبطء التنمية بالمنطقة التي لا تزال تفتقر فئة عريضة من ساكنتها إلى البنيات التحتية الأساسية.
وقال الفاعل الجمعوي محمد الحيار إن استمرار حراك « أغبالو نكردوس » لن يوقفه سوى الاستجابة لمطالب الساكنة، التي عانت ولا تزال تعاني من التهميش وصعوبة ظروف العيش، موضحا أن عشرات الأسر لا تزال في بعض دواوير الجماعة تفتقر إلى أبسط ظروف العيش الكريم، من ماء وكهرباء ومسالك طرقية.
وشدد المتحدث على ما وصقه بفشل المجالس المتعاقبة على تدبير الشأن العام، في تنمية المنطقة وتحسين ظروف عيش السكان، وهي المعاناة التي تنظاف إلى صعوبة التضاريس والطقس الذي تتميز به قرية إغبالو نكردوس، وتراجع الموارد الفلاحية جراء آثار التغير المناخي.
وأشار المصدر ذاته، أن المحتجين، الذين يتشبثون بمطلب التحقيق في ما يوصف بفشل مشروع سد تيمقيت الذي، أعطى الملك محمد السادس إنطلاقة أشغال تشييده منذ سنة 2009، وتراهن المنطقة على مساهمته في التنمية الفلاحية والبشرية للمنطقة، « إلا أن انتهاء الأشغال وعدم الشروع في استغلال السد لوقوع أخطاء تقنية في الدراسات، حال دون تحقيق أهداف المشروع، حسب تعبير المصدر ذاته.
وأردف المتحدث أن الساكنة نظمت، طيلة السنتين المنصرمتين، سلسلة من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية وصلت إلى مقر ولاية جهة درعة تافيلالت بالرشيدية، كان آخرها قبل نحو أسبوع التقت فيها لجنة عن المحتجين الكاتب العام لولاية الجهة، الذي « فاجأنا بمعطيات غير دقيقة توصل بها من الجماعة الترابية بشأن عدد الدواوير والأسر التي لا تتتوفر على المسالط الطرقية وشبكة الماء والكهرباء، مما يؤكد أن ممثلي الساكنة يقدمون تقارير غير صحيحة للسلطات المحلية، وهو ما ينبغي أن يفتح بشأنه تحقيق جدي كذلك، يقول عضو حراك أغبالو نكردوس ».
وعن الدواوير التي لا تزال تفتقر إلى البنيات التحتية الأساسية، أورد المصدر عدة مداشر تابعة لذات الجماعة من بينها، قصور توداعت وتورتيت وتركوت وتن طاغي وامدر وتاغية.
بلبريس، ومن أجل إستقصاء الرأي الآخر اتصلت برئيس جماعة أغبالو نكردوس، لكن هاتفه ضل خارج التغطية، فيما قال مصدر جماعي مقرب منه، إن الحراك بالرغم من مصداقية جل مطالبه، لا يخلو من حسابات سياسية تغذي الصراع بين المواطنين والمجلس الجماعي، مضيفا أن القرية عانت وتعاني فعلا من ضعف الموارد وبطء تدخل القطاعات الحكومية ومحدودية تدخلاتها، مقارنة مع الحاجيات التي تزداد مع ارتفاع عدد السكان وتوسع العمران من خلال استمرار مغادرة السكان للقصور القديمة ومباشرة بناء مساكن جديدة تتطلب بنيات تحتية إضافية.
من جانبه قال المصدر الجماعي إن الحل في الإقلاع التنموي بالمنطقة هو الشروع في استغلال سد « تيمقيت »، من لدن المصالح المعنية، كون المنطقة فلاحية بامتياز ومن شأن السد أن يقلب معادلة الفقر والمعاناة إلي منطق تنموي آخر، معلنا تضامنه مع الساكنة التي تتحمل قساوة البرد في الهواء الطلق منذ أزيد من عشرة أيام، منبها في السياق ذاته بضرورة التشبث بمقاربة التواصل البناء، وتجنب ما أسماه بعض «التجاوزات التي قد تسيء للمطالبة بالحقوق وتمس بالأمن العام ».