كنيسة مراكش ومزار يهودي بالصويرة.. مخططات “خلية إمليل” كانت أكثر مما هو متوقع

كانت الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها في المغرب بعد مقتل السائحتين الأوروبيتين، في دجنبر “خلية كبيرة”، أعلنت الولاء لتنظيم “داعش” الإرهابي، وكانت تخطط لمهاجمة الكنيسة، ومحج يهودي ومهرجان الموسيقى الحديثة، حسب ما أوردته قصاصة إخبارية لوكالة “إيفي” الإسبانية.

ولعب كيفن، الإسباني الموقوف، (مع 21 آخرين كلهم ينتظرون المحاكمة) في هذا المخطط، دورا رئيسيا، حصل ما قاله في مقابلة مع “إيفي”، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية (BCIJ)، عبد الحق الخيام.
وبدأت الاعتقالات في الأيام التي تلت الـ17 من دجنبر الماضي، عندما تم اكتشاف جثث مقطوعة الرأس لسائحتين، هما الطالبة الدنماركية لويسا فيستجر جيسبرسن، 24 عاما، والنرويجية مارين أولاند، داخل خيمة في منطقة شمهروش الجبلية.

وبعد ثلاثة أيام، ظهر شريط فيديو فيه أربعة أشخاص (المتهمين بالوقوف وراء الجريمة) يقدمون يمين الولاء للجماعة الإرهابية “داعش”، في وقت ما قبل لحظة القتل، وتضمن الشريط كماً من الإهانات والتهديدات لملك المغرب ومؤسسات الدولة.
الخيام مقتنع بأن مجموعة الـ22 معتقلا ليس لديها اتصال مع “داعش”، وأن الرابط الوحيد بين المغاربة والتنظيم الإرهابي، هو بالتحديد الأوروبي كيفن، عن طريق صديق له مشترك في خلية بجماعة جهادية في كوسوفو.
وقام كيفن بتدريب المغاربة على إستعمال تطبيق “Telegram”، لكونه شبكة أكثر أمانًا وسرية لتبادل الرسائل، ولكن قبل كل شيء، يصر الخيام “كان هو الذي حدد أهداف الخلية”.
وتضيف “إيفي”، أن من بين أهداف الخلية الموقوفة، كان استهداف كنيسة في مراكش (الشهداء القديسين)، وقبر القديس اليهودي “حاييم بينتو“ في مدينة الصويرة، ومهرجان كناوة الموسيقي، بنفس المدينة، الذي يحج إلى جمهور عالمي وأوروبي وافر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخلية خططت لتنفيذ هجمات “سهلة”، باستعمال المركبات لدهس الحشود، على غرار ما حدث في نيس أو برشلونة، واختاروا ثلاثة من أكثر المدن السياحية: مراكش وأكادير والصويرة.
ويؤكد الخيام، في ذات المقابلة، مع الوكالة الإسبانية، أن هذا المنطق يتناسب تمامًا مع العمليات التي قامت بها “داعش” في الآونة الأخيرة: محاولة استخدام الوسائل المتاحة (أحيانًا ما يكفي من السكاكين أو قيادة السيارة بأقصى سرعة)، في المكان الذي يمكنك فيه التنفيذ الآن بعدما لم يعد الممكن القيام بـ“الجهاد” في سوريا، “بعد أن خسرت الخلافة”، وجودها الإقليمي.
ويوجد ضمن الخلية المفككة عنصران آخران: الأكبر عمراً وهو إمام متطرف في ما سماه الخيام “مسجد فوضوي” في قرية على مشارف مدينة مراكش، وكانت له في الماضي مشاكل مع السلطات لعدم التزامه بتوجيهات وزارة الأوقاف.
وأجرى كيفن اتصالات مع هذا الإمام بعد عدة اضطرابات؛ عاش مرحلة مراهقة مضطربة للغاية، اعتنق الإسلام في عام 2011 في جنيف، مسقط رأسه، أسمى نفسه عبد الله، وحاول الانضمام للجهاد في سوريا، لكنه اختار بعد ذلك “الهجرة” إلى المغرب لتحسين معرفته بالإسلام.
وضعه إمام من مراكش على اتصال مع الإمام الراديكالي الآخر، وقاموا معاً بتنظيم “عدة اجتماعات سرية” طوروا فيها فكرته “التكفيرية”، وهي النسخة المتطرفة للإسلام التي تقبل معتقداتهم المتشددة فقط وتدين “النسخ المعتدلة” للإسلام.
العنصر الثالث هو “أمير“ الخلية، والمشتبه فيه أنه قاتل للسائحين، واسمه عبد الصمد، الذي قرأ بيان الولاء لـ“داعش”، سبق وأن اعتقل في عام 2014 في مطار الدار البيضاء، عندما قام برحلة للانضمام إلى بالجهاديين في سوريا، وحكم عليه بالسجن لمدة سنة واحدة، وهو ما لم يساعده على الاعتدال، لأنه في السجن كانت له علاقة بجهاديين آخرين.
ويرى الخيام في معرض حديثه، أن هناك عنصران رئيسيان فِي تغذية الفكر المتطرف، استمرار “مساجد الفوضى”، على الرغم من عملية التنظيف والمكافحة المعمول بها منذ عام 2002، ووجود أفراد الجماعات الجهادية متحصنين في السجون، بعيدا عن سياسات إعادة التعليم التي تقوم بها الدولة.
وحذر الخيام من الإرهاب الجديد الذي تدعو إليه “داعش”، والتي لم تعد تولد وتطور في المساجد، ولكن على الإنترنت.