كشفت مصادر قيادية في حزب الأصالة والمعاصرة لبلبريس، أنه وإلى حدود اليوم الأربعاء أي قبل يوم واحد من انعقاد المؤتمر الخامس ،ليس هناك أي اسم مرشح بشكل رسمي للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة.
وأشارت ذات المصادر إلى أن لقاءات مصغرة عقدت في الأيام الماضية بين قياديين نافذين في الحزب، آخرها لقاء أول أمس الاثنين بالرباط، بغرض الضغط على فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة من أجل الترشح لخلافة عبد اللطيف وهبي، بينما المنصوري ظلت متمسكة برأيها ، وهي عدم الترشح اللهم اذا تدخلت جهات ما.
وأفادت المصادر القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة أن اسمين فقط مطروحين على الطاولة هما فاطمة الزهراء المنصوري والمهدي بنسعيد، لكن هذا الأخير متشبث بالمنصوري أمينة عامة.
نفس المصادر اكدت بان الحديث عن عودة عبد اللطيف وهبي غير واردة لدى أغلب أعضاء الحزب الذين يدفعون في اتجاه التجديد في القيادة من أجل الخروج من “الأزمة التنظيمية” التي يعيشها الحزب والتوجه نحو “أفق سياسي جديد”، خاصة بعد فضيحة اعتقال الناصيري وبعيوي القياديين البارزين في الحزب، في قضية متعلقة بالاتجار الدولي في المخدرات.
المنصوري تدعو لتجديد نخب “البام” والشجاعة بـ”محاسبة النفس”
وجهت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، نداء إلى أعضاء الحزب قبيل المؤتمر الوطني الخامس لـ”البام”، داعية إلى تجديد النخب وإلى أن يكون ضمن الحزب من هم “فوق الشبهات”.
وقالت المنصوري، ضمن ندائها لأعضاء الحزب، امس الثلاثاء، إن “هناك أوقات نكون أمام مسؤولية تاريخية.. والمؤتمر الخامس اليوم يعد لحظة من تلك اللحظات”، مضيفة أنه “أمام مشهد سياسي متشتت.. بفعل قضايا مالية وصدمات سياسية، من حق المغربيات والمغاربة أن يطالبوا بشفافية أكثر، بنزاهة أكثر، وكفاءة أكثر”.
وأفادت المنصوري أنه “أمام التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي يواجهها وطننا حان الوقت لنجدد أنفسنا. لنجدد نخبنا. ونثق في أجيال جديدة وطموحة لمستقبل أفضل”.
وتابعت رئيس المجلس الوطني أنه أمام النداءات المتواصلة للملك محمد السادس من أجل تخليق الحياة السياسية “وجب أن تكون لنا الشجاعة لنحاسب أنفسنا ونعيد التفكير في تنظيماتنا الحزبية، لنكون أكثر استعدادا لاستحقاقاتنا ومواعيدنا الديمقراطية”.
وأبرزت أن “قوة أي إطار حزبي في مشروعه الواضح والطموح والذي يجيب المغربيات والمغاربة عن تساؤلاتهم وانتظاراتهم اليومية، مشروع يجعل المغرب ينخرط في تنمية مستدامة ودائمة”.
وهبي ينفي اعتذاره ويُؤجل حسْم ترشحه
ترك الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي البام باب ترشحه لولاية ثانية على رأس “الجرار” مفتوحا على كل الاحتمالات. وامتنع وهبي في حديثه عن الإفصاح على قرار ترشحه من عدمه في أعقاب فتح الحزب رسميا سباق الوصول إلى قيادة البام خلال المؤتمر القادم.
وفي حديث صحفي، قال وهبي إنه سيعلن عن موقفه النهائي بعد تقديم استقالته من الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة خلال محطة المؤتمر الخامس المقرر عقده نهاية الأسبوع الجاري، وأضاف مازحا: “إذا استطعتم معرفة من سيكون الأمين العام المقبل سأهديكم منزلا”.
وحول ما إذا كان قد قدم اعتذاره عن الترشح لمنصب الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، من أجل التفرغ للمهام الحكومية الثقيلة التي تنتظره خلال ما تبقى من عمر الولاية الحكومية الحالية، نفى وزير العدل صحة ذلك وقال: “شكون قالها لكم هذا غير صحيح”.
برلمانيو “البام” مع التوجه للمؤتمر بـ”مرشح وحيد”
كشفت مصادر جيدة الاطلاع ، أن برلمانيي الحزب أكدوا ، على ضرورة التوجه إلى المؤتمر بالإجماع على “مرشح وحيد” وتفادي الزج بالحزب في انقسامات.
وأضافت المصادر ذاتها، أن نواب “البام” شددوا على ضرورة عدم تكرار الصراعات والمشادات التي شهدها المؤتمر السابق، والتي قد تضر بصورة ومسار الحزب، كما دعوا إلى تجاوز كل مسببات الصراع وإعطاء صورة إيجابية عن الحزب وتعزيز وحدته الداخلية.
لا اجتماع لتزكية المنصوري
الغموض يستمر حول مصير المناصب التنفيذية في الحزب على مبعدة يوم فقط من المؤتمر، ففاطمة الزهراء المنصوري، بدت في النداء الذي بثته على صفحتها في “فايسبوك” غير حاسمة فيما يتعلق بترشيحها لمنصب الأمين العام، بدل ذلك، فإن بعض العبارات المستعملة تُشير إلى وجود نوايا في دعم مرشح آخر من “الأجيال الجديدة”، كما لمحت إلى ذلك في النداء.
لم تستخدم المنصوري صفتها التنظيمية في هذا النداء، لكن الكثيرين لم يتوقعوا منها اتباع هذه الطريقة في إدارة أزمة القيادة القائمة في حزبها. ردا على ذلك، سيقدم الأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي، تعليقا مقتضبا إلى حساب صحفي على “فايسبوك”، حيث قال: “لا علم لي بأي نداء، ولم أطلع على أي نداء”، في معاملة بالمثل من حيث الوسيلة المستخدمة في إدارة هذه الأزمة.
يُنظر إلى نداء المنصوري داخل حزبها بمثابة مقدمة لدفن زميلها الأمين العام الحالي، وغُذي النداء بتسريبات حول اجتماع عقد الاثنين، وحضره وهبي، وخلص إلى قبول المنصوري الترشح لمنصب الأمين العام. كان العربي المحرشي، عضو المكتب السياسي قد صرح بأن “اجتماعا ستعقده لجنة مصغرة للنظر في ترتيبات متعلقة بالترشيحات”.
وفي الواقع، فإن هذا الاجتماع لم يحدث، كما أن المسؤولين البارزين من الطرفين المتبارزين لم يؤكد أي واحد منهم، مشاركته في هذا الاجتماع، سواء تعلق الأمر بوهبي أو بالمنصوري، ما يجعله “اجتماعا لرفقاء المحرشي فقط، أعطي له مدلول هام في بعض وسائل الإعلام”، وفق عبارة عضو بالمكتب السياسي.
توقعات لمفاجأة مدوية بالمؤتمر وتغيير في شكل الأمانة العامة
كشف مصدر قيادي في حزب الأصالة والمعارصة، أن قيادة الحزب اتفقت على خلق مفاجأة في المؤتمر المقبل، حيث من المتوقع، أن تتغير شكل الأمانة العامة من خلال تجديد هيكل التنظيم الحزبي.
واضاف المصدر نفسه:”هناك طرق عديدة لتجديد قيادة الحزب وليس بالضرورة تغيير فقط الامين العام”.
ومن المتوقع ان يتم الاتفاق على شكل جديد لتدبير البام، من خلال تغيير النظام الداخلي، وقد يتم احدث مؤسسة رئاسة الحزب مستقلة عن مؤسسة الامانة العامة.