ديمستورا يكتشف زيف الشرعية المزعومة في الداخل..نزيف قادة “بوليساريو” متواصل

لا تزال عصابة “بوليساريو” مصرة على المضي قدما في تحطيم ما تبقى من هياكلها المتهالكة أصلا، فبعد أقل من شهر على وفاة القياديين محمد لمين ددي والنعمة الجماني، اقتنصت المسيرات المغربية عضو الأمانة العامة، وقائد الناحية العسكرية السادسة لـ “بوليساريو”، أباعالي حمودي، الذي يعتبر من أركان التوازن في الجناح المسلح للتنظيم، خصوصا بعد فقدانها لأبرز منظريها العسكريين، عبد الله البلال، إبان جائحة كورونا، والداه البندير، وسالم شداد، اللذين حاولا اختراق الأحزمة الأمنية في فترات سابقة، ما جعلهما أهدافا بسيطة لسلاح الجو المغربي، الذي عبر، في أكثر من حدث، على أنه لن يصعد أي مواجهات، ويكتفي بالرد على أي محاولات لاختراق المنطقة العازلة، وهو ما أودى بحياة أهم قياديي “بوليساريو”، أبا علي حمودي، الأسبوع الماضي، رفقة موكب يضم معاونيه وبعض أفراد حراسته الشخصية.
ولا يعتبر فقدان “بوليساريو” لهذا الكم من القادة المؤثرين، بسبب الآجال المحتومة، أو على مقربة من الأحزمة المغربية، بالأمر البسيط، بالنظر للتركيبة المعقدة لهذا التنظيم الذي يعيش أسوأ حالاته منذ تأسيسه، سواء على مستوى الجبهة الداخلية، التي تغلي، أو حتى خارجيا، إذ تراجعت أغلب الأصوات التي كانت تقف في صف أطروحة عصابة الرابوني. فداخليا، لا تزال الظروف الأمنية وانتشار قطع السلاح وتجار المخدرات من مختلف الجنسيات يعيثون فسادا واختطافا في نظرائهم بالمخيم، إذ ومنذ تولي الجزائرية مريم السالك احمادة ملف الأمن الداخلي بالمخيمات، تحولت إلى مرتع آمن لكل الجماعات الشاردة في الساحل والصحراء، إذ أظهرت صور ومقاطع مصورة على المواقع الصحراوية مجموعات من الأزواد تتجول في المخيم بسهولة، فيما تحدثت بعض المصادر عن أنهم أذرع أمنية يستخدمها بعض قيادات “بوليساريو” في أنشطتهم الخاصة بتجارة السلاح والمخدرات في الساحل.
من جهة أخرى، كشفت زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان ديمستورا، إلى العيون والداخلة، عورة قيادة الرابوني، وأبانت زيف التزكية والشرعية التي دأبت الآلة الدعائية الجزائرية على تسويقها، إذ لم تشهد المناطق الصحراوية أي نشاط لكل المجاميع التي طالما قالت “بوليساريو” إنها خلاياها، التي تستمد منها شرعية كفاحها المزعوم. فرغم حملات التعبئة والأموال المغدقة على “البرقوقيين”، والمتاجرة السياسية بوفاة أبا علي حمودي، لم نر أي أثر لمناضلي الخمس نجوم بالشارع العام، رغم دعوات التظاهر التي بثتها أبواق الرابوني، لأنهم أصيبوا بعدوى أسيادهم، إذ يناضلون من خلال “واتساب”، ويسافرون في الطائرات للخارج، حيث ينزلون في أفخم الفنادق لحضور مسرحيات يصرف جنرالات العار بزيرالدة، أموالا طائلة لتنظيمها نكاية في المغرب.
ومع افتضاح أمر هؤلاء “البرقوقيين”، لم يجد ديمستورا أمامه غير تجليات التنمية وصحراويين يجاهرون بتشبثهم المطلق بحياتهم الكريمة في ظل المملكة، بعيدا عن أهوال وجحيم لحمادة. كما كذب انخراط الصحراويين في الحياة السياسية داخل الإقليم أي دعاية مضادة، إذ وقف المبعوث الأممي على نسب المشاركة في الانتخابات الأخيرة، وعدد التمثيل الذي يحظى به الصحراويون في البرلمان المغربي، بالإضافة إلى تسييرهم للمجالس المحلية، ما يجسد سعي المغرب الصادق لخلق مناخ سياسي ملائم تحسبا لمنح الصحراويين الحكم الذاتي.
وتأتي زيارة الممثل الشخصي للأمين العام للصحراء، والتي طالما تمنت “بوليساريو” ألا تتحقق، كي لا يفتضح أمر دعايتها المغرضة حول حقيقة الوضع بالمنطقة، عقب تطورات كبيرة في ملف الصحراء، أبرزها زيارة وفد الخارجية الأمريكية، والذي وبخ قادة “بوليساريو” في عقر دارهم، حسب ما جاء في منشور منسوب للقيادي البشير مصطفى السيد، والذي أوضح فيه أن العالم لم يعد راضيا عن الطريقة التي تدير بها الجزائر و”بوليساريو” المخيمات، وأن الأوضاع الداخلية في التنظيم، والصراعات بين أجنحته، قد أفقدته الوزن المطلوب للمشاركة في أي عملية سياسية مستقبلا، معللا سبب فشل الجبهة في الخروج من مأزقها بوجود مجموعات هشة من أشباه القيادات زرعتها الجزائر حول إبراهيم غالي، إذ حولته إلى مجرد دمية أبرز إنجازاتها الصعود والنزول من الطائرات الجزائرية، التي يمثل فيها دورا مسرحيا سيء الإتقان، ودون فائدة على مستقبل المحاصرين بمخيمات لحمادة.

عن يومية الصباح