الأغلبية تدعو للقطيعة مع “البريكولاج”وتؤكد ان حكومة اخنوش لها ارادة اخراج الجامعة من“النفق المظلم”-فيديوهات

دعت فرق الأغلبية النيابية، الحكومة إلى إخراج الجامعة المغربية من “النفق المظلم” الذي توجد فيه، مؤكدة مظاهر هشاشة وتراجع قطاع التعليم العالي هو نتيجة تراكم يعود لأكثر من عقدين، منوهة بالجيل الجديد من الإصلاحات التي باشرتها الحكومة من أجل منظومة قادرة على الاستجابة لمتطلبات التنمية ومواكبة التحولات المتسارعة في عدة مجالات.

مروان شباعتو: قطاع التعليم تعرض لمحاولات إصلاح متكررة لم تخرجه من أزمته البنيوية

وأشار فريق الحزب النيابي خلال جلسة مساءلة رئيس الحكومة، اليوم الاثنين بمجلس النواب، أن تلك المحاولات القريبة نوعا ما من “البريكولاج” لم تفاقم سوى أوضاع التعليم، وعمقت من أزمته.

واعتبر أن “قطاع التعليم العالي والبحث العلمي كان ضحية منذ سنوات لمجموعة من الحسابات السياسية والانتخابية، وبقينا لسنوات نسمع لمفهوم الإصلاح ولازالنا ننتظره”.

وأكد أن الحكومة الحالية تتوفر على كل الشروط والظروف والحاجيات للقيام بإصلاح عميق وهادئ لمنظومة التعليم العالي، دون أي هاجس آخر، سوى النهوض بوضعية الجامعة المغربية وإخراجها من النفق المظلم الذي توجد فيه، والتي لا يمكن مواجهتها إلا من خلال ثورة إصلاحية عميقة تستأصل مختلف الأعطاب.

ونوه بما وصفها بوادر الإصلاح الذي أعلن عنها رئيس الحكومة سواء فيما يتعلق بتحسين الوضعية المادية للأساتذة أو تجويد النظام الأساسي، وكذا دفتر الضوابط البيداغوجية التي تهم سلك الإجازة.

سلمى بنعزيز: الحكومة تتوفر كل الشروط والظروف والحاجيات للقيام بإصلاح عميق وهادئ لمنظومة التعليم العالي

 

في هذا الإطار، قال الفريق النيابي للتجمع الوطني للأحرار، خلال الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة بمجلس النواب، الاثنين، إن هذه الحكومة تتوفر كل الشروط والظروف والحاجيات للقيام بإصلاح عميق وهادئ لمنظومة تعليمنا العالي، دون أي هاجس اخر، سوى غاية النهوض بالجامعة المغربية وإخراجها من النفق المظلم الذي توجد فيه، بعيدا عن المنظورات الاختزالية التي يروجها البعض.

وأضافت النائب البرلمانية عن الفريق البرلماني المذكور، سلمى بنعزيز، أن الأزمة البنيوية في قطاع التعليم العالي “لا يمكن مواجهتها سوى بثورة إصلاحية عميقة، تستأصل الأعطاب وتستفيد من التراكم الايجابي والتجارب الفضلى”، مضيفة أن هذا القطاع “تعرض لمحاولات “إصلاح” متكررة لم تخرجه أبدا من أزمته البنيوية، بل إن تلك المحاولات القريبة من “البريكولاج” لم تفعل سوى أنها فاقمت الوضع وعمقت من مظاهر ا الأزمة”.

أحمد التويزي:الحكومة ستعمل على القطع مع كل ما كان يشكل عائقا في وجه تقوية قطاع التعليم العالي

 

من جهته، قال الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة، إن فريق له الثقة الكاملة في أن هذه الحكومة ستعمل على القطع مع كل ما كان يشكل عائقا في وجه تقوية هذا القطاع وتعزيز أدواره، وجعله قاطرة للتنمية المستدامة، وتمكينه من القيام بأدواره كاملة لتنمية الرأسمال البشري وتوفير موارد بشرية متمكنة ومؤهلة، وجعل الجامعة المغربية في صدارة التصنيفات الوطنية والدولية.

وشدد الفريق ضمن مداخلة لرئيسه، أحمد تويزي، على ضرورة توسيع الطاقة الاستيعابية للتخفيف من الاكتظاظ بالجامعات ذات الاستقطاب المفتوح الذي يؤثر سلباً على تكوين الطلبة، وربط التعليم بحاجات السوق المحلية ومتطلبات التنمية، وتوجيه الطلبة نحو التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، والتشجيع المستمر على التمكن من اللغات خاصة اللغة الإنجليزية، لضمان استفادة الطلبة من المعرفة الهائلة التي تتيحها قواعد البيانات العالمية، نظرا إلى أن الانجليزية هي لغة العلوم.

عبد الرحيم بوعيدة:جميع الإصلاحات في قطاع التعليم العالي تتم دون استشارة المؤسسات الجامعية

 

قال عبد الرحيم بوعيدة، عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، “إنّ الإصلاح الجامعي الذي تم سنة 2004، كَان إصلاحا مشؤوما خرّب الجامعة وحوّلها من قطب جامعي كبير إلى مدرسة صغيرة”.

وأضاف خلال جلسة الأسئلة الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة، “هل يمكن جعل التعليم حقلا للمخططات الاستعجالية التي لا تصلح إلا في القضاء والتدخل الطبي العاجل”.

وأوضح بأن إصلاح قطاع التعليم يتطلب الكثير من التأني وامتلاك رؤية شمولية حقيقية.

كما أنه يحتاج إلى فاعل سياسي يؤمن بأن العلم والمعرفة به تتقدم الدول، مُحيلا على دول صغيرة ظلت تعاني من ويلات الحروب الأهلية، ولكن عندما آمنت بأهمية التعليم ولجأت إلى المعرفة وأعطت الجامعة المكانة التي تستحقها، خرجت من مربعات ذيل التنمية البشرية، واحتلت مراتب متقدمة.

وأضاف بأن “الجامعة المغربية ليست بمنأى عن باقي القطاعات بل هي تتأثر بمحيطها”، مشيرا إلى أن الأستاذ الجامعي ليس ملاكا فهو جزء من المجتمع الذي هان فيه كل شيء، واستغرب كيف تتم المطالبة بجامعة قوية فيما يتهاوى ما حَولها من مرافق أخرى.

ودقّ ناقوس خطر يتهدد الجامعة المغربية، مشددا على أنه يتحدث بصفته أستاذا جامعيا ويلبس ثوب الوطن فقط دون أن يتموقع في صف المعارضة أو الأغلبية.

وانتقد تخلي عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي عن نظام “الباكالوريوس” بدون أي استشارة مع أساتذة الجامعة سواء عند اعتماد هذا النظام أو قرار التخلي عنه.

واستفسر حول ما إذا كان الأمر يتعلق بمزاج المسؤولين في ضرب لمبدأ استمرارية المرفق العمومي، وهو ما تسبب في ارتباك في الأسلاك الجامعية المعنية بنظام “الباكالوريوس”.

العياشي الفرفار:إمكانات وفرص نجاح الإصلاح في قطاع التعليم العالي متوفرة

في السياق ذاته، اعتبر زميله في الفريق، العياشي الفرفار، أن إمكانات وفرص نجاح الإصلاح في قطاع التعليم العالي متوفرة، لكن ضمانات وشروط النجاح هو العطب الأساسي دائما في السياسات العمومية، مضيفا بقوله:” أنا مطمئن لأننا أمام حكومة قوية ومنسجمة، عيبها الوحيد أنها جاءت في زمن ملتهب .. وهي حكومة حرب”، مضيفا أن الأرقام الصادمة في هذا القطاع تستدعي حالة من الاستعجال لأن الحرب الحقيقية هي وقف الاستنزاف واستعادة الثقة.

من جهته، اقترح رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، الشاوي بلعسال، وضع استراتيجية وطنية للإبتكار والبحث العلمي بالجامعات ومراكز البحث؛ يراعى فيها: جودة البحوث والدراسات الخاصة بأسلاك الدكتوراه، وربطها بالحاجيات الاقتصادية والتنموية والبيئية، وطنيا وترابيا، والانخراط الفعال في مجالات التعاون الدولي العلمي والمعرفي والتكنلوجي، الثنائي والمتعددة للاستفادة من التجارب الدولية.