الانتخابات البرلمانبة والرئاسية التركية والدرس الديمقراطي (فيديو)

تشهد تركيا اليوم الأحد إحدى أهم الانتخابات وأقوى منافسة برلمانية في تاريخ البلاد الحديث، وذلك بعد الزلزال المدمر الكبير الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير الماضي أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي بحيث قدم كل مرشح الاهداف والوعود التي يطمح الوصول اليها بعد الفوز.

ويتوجه المواطنين اليوم إلى صناديق الإقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية ورئاسية محورية التي تعد أكبر تحد يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال عقدين من حكمه. والمنافس الرئيسي لأردوغان هو كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي يحظى بدعم تحالف أحزاب معارضة.

كمال كليتشدار أوغلو المرشح للرئاسة التركية والمنافس الرئيسي للرئيس الحالي رجب طيب إردوغان، صرح بعدما أدلى بصوته في الانتخابات الأحد في أنقرة  "اشتقنا جميعا للديمقراطية ونفتقد وقوفنا معا ومعانقتنا لبعضنا البعض"، مؤكدا "سترون الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله وسيستمر إلى الأبد".

ومن جانبه تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بقبول نتيجة الانتخابات المقررة غداً الأحد، مشيراً إلى أنه سوف يستقيل إذا خسر، مما يبدد مخاوف بأنه ربما لن يغادر السلطة.

وقال أردوغان، على شاشة التلفزيون مساؤ أمس الجمعة، رداً على سؤال حول ما إذا كان سيتشبث بالسلطة "سؤال سخيف جداً.. إننا نصل إلى السلطة من خلال وسائل ديموقراطية في تركيا.. إذا قررت أمتنا خلاف ذلك، سوف أفعل ما تتطلبه الديمقراطية، لا يوجد شيء آخر لأفعله".

وأضاف اردوغان أن كتلته ستحترم "اي نتائج تأتي من صندوق الإقتراع"، وتابع "إذا كانت المعارضة تهتم بسلامة الانتخابات، يتعين عليها مراقبة جميع مراكز الاقتراع وضمان السلامة تماما كما يفعل أعضاء حزب أردوغان".

وعلى الرغم مما بدا وكأنه قبضة حديدية على السياسة الوطنية، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية، معرضان للخطر. في خضم التضخم المذهل، والأجور المنخفضة إلى مستويات غير مسبوقة، وتضييق الحريات الشخصية، وقد يكون الحزب الذي وصل إلى السلطة في عام 2002 في طريقه أخيرا إلى الرحيل.

 

على الرغم من كل المشاكل الاقتصادية والسياسية في تركيا، يؤمن الأتراك بالعملية الديمقراطية ويأخذون الانتخابات على محمل الجد. منذ عام 1990، بلغ متوسط إقبال الناخبين في تركيا 78.5 في المئة وتجاوز 86 في المئة في عام 2018. وكلا النسبتين أعلى من العديد من الديمقراطيات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة (نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 بلغت 66.8 في المئة، وهي أعلى نسبة في القرن الـ21) وفرنسا، حيث صوت 72 في المئة من الناخبين في السباق الرئاسي العام الماضي. وقد اصطف الآلاف من الأتراك بالفعل خارج سفاراتهم في جميع أنحاء العالم للتصويت مبكرا.

ولكن، بينما يمارس الأتراك حقوقهم في التصويت، إلا أنهم لا يقبلون النتائج دائما. إنها دوامة من الثقة التي ترأسها حزب العدالة والتنمية. في عام 2007، واعتقد ما يقرب من 75 في المئة من الأتراك أن الانتخابات كانت نزيهة. وبحلول عام 2015، تقلصت هذه الثقة إلى النصف تقريبا، واليوم، أصبحت الثقة الانتخابية منخفضة كما كانت في أي وقت مضى.

وينحاز المشهد الإعلامي بشدة للحزب الحالي، الأمر الذي يضر بحملة المعارضة، حيث وجد تحليل أجرته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) بعد انتخابات عام 2018 أن مرشحي المعارضة لم يتمكنوا من الحصول على وقت بث، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن وسائل الإعلام الإخبارية “تهيمن عليها وسائل الإعلام التي يعتبر أصحابها تابعين للحكومة أو يعتمدون على العقود العامة”. قبل خمس سنوات، تلقى مرشحو المعارضة جزءا ضئيلا من التغطية الإخبارية مقارنة بالتغطية الممنوحة لأردوغان وحزبه، حسبما وجدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.