أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جريمة حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني.
وقالت المحكمة ومقرها لاهاي إنها أصدرت أيضا مذكرة توقيف على خلفية تهم مماثلة بحق المفوضة الرئاسية الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا.
رفض الكرملين القرار ووصفه بأنه “باطل” لأن روسيا ليست طرفا في المحكمة الجنائية الدولية، لذلك لم يتضح ما إذا كان يمكن تسليم بوتين أو كيف يمكن تسليمه.
ورحبت أوكرانيا التي مزقتها الحرب بإعلان المحكمة الجنائية الدولية، ورحب رئيسها فولوديمير زيلينسكي بالقرار على أنه “تاريخي”. وقال النائب العام الأوكراني إن المذكرة “التاريخية” بحق بوتين “ليست سوى البداية”.
جاء الإعلان المفاجئ للمحكمة بعد ساعات من أنباء أخرى من المحتمل أن تؤثر بشكل كبير على حرب روسيا على أوكرانيا، ومن بينها زيارة مرتقبة للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو ومنح المزيد من الطائرات المقاتلة لقوات كييف.
وفي لقاء مع الصحفيين، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة إن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له ما يبرره وإن بوتين ارتكب بوضوح جرائم حرب.
وكانت المحكمة الجنائية قد دعت في وقت سابق من يوم الجمعة إلى القبض على بوتين للاشتباه في مسؤوليته عن ترحيل أطفال ونقل أشخاص دون سند قانوني من أوكرانيا إلى روسيا منذ غزو موسكو لها في 24 فبراير شباط 2022. والولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.
وقال بايدن للصحفيين "من الواضح أنه ارتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى بوتين. وأضاف في إشارة إلى مذكرة الاعتقال "أعتقد أن هذا مبرر".
فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني إن الولايات المتحدة خلصت بشكل منفصل إلى أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا وإنها تدعم محاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
وأضاف "ليس هناك شك في أن روسيا ترتكب جرائم حرب وفظائع بأوكرانيا، وأوضحنا أنه يجب محاسبة المسؤولين... توصل إلى هذا القرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية بشكل مستقل بناء على الحقائق المعروضة عليه".
يُلزم تحرك المحكمة الجنائية الدولية الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 123 باعتقال بوتين ونقله إلى لاهاي لمحاكمته إذا وطأت قدمه أراضيها. كما أصدرت المحكمة يوم الجمعة مذكرة توقيف بحق المفوضة الروسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا بنفس التهم.
وذكر تقرير مدعوم من الولايات المتحدة أعده باحثون في جامعة ييل الشهر الماضي أن روسيا احتجزت ما لا يقل عن ستة آلاف طفل أوكراني في ما لا يقل عن 43 معسكرا ومنشأة ضمن "شبكة ممنهجة واسعة النطاق".
ونفت موسكو مرارا الاتهامات بارتكاب قواتها فظائع أثناء غزوها. وقال الكرملين يوم الجمعة إن قرار المحكمة الجنائية الدولية "لاغ وباطل".