تجري الاستعدادات على قدم وساق في قصر "المرادية" من أجل إعادة تنصيب الانفصالي "إبراهيم غالي" على رأس ميليشيات "بوليساريو"، في 13 يناير الجاري، بعدما أبدى هذا التابع ولاء منقطع النظير للـ"كابرانات"، ولعب دور البيدق أحسن من سابقيه، في رقعة الشطرنج التي يلاعب فيها النظام العسكري المملكة المغربية، بكل الخسة الممكنة، بحثا عن منفذ نحو المحيط الأطلسي.
ورغم احتجاجات الصحراويين المحتجزين، بمباركة من العسكر الجزائري، في مخيمات العار الكائنة فوق تراب الجارة الشرقية، إلا أن الأمور تبدو محسومة من قبل الـ"كابرانات"، الذين يهيؤون لبقاء "إبراهيم غالي" على رأس المرتزقة الانفصاليين، خلال ما يصفه أعداء المغرب بـ"المؤتمر السادس عشر لجبهة "بوليساريو" والذي يرتقب أن ينعقد في 13 يناير 2023.
وكان "إبراهيم غالي" خلف الانفصالي "عبد العزيز المراكشي"، خلال مؤتمر استثنائي، على رأس "بوليساريو" ليتم إعادة تنصيبه من قبل النظام العسكري الجزائري في 2016، وقد طمع الأخير في أن يحقق هذا البيدق بعضا من مراميه المقيتة، لكن تميزت فترته، بكثرة النكسات التي توالت على الجبهة الانفصالية وداعمتها الجزائر.
واتسم تسخير النظام الجزائري للانفصالي "إبراهيم غالي" بخرق وقف إطلاق النار، حينما سخر بمعية الـ"كابرانات" زمرة من المرتزقة لعرقلة مرور الأشخاص والعربات من معبر الكركرات البري، إلى أن تدخلت القوات المسلحة الملكية وطردتهم شر طردة، ليكتفي بعد ذلك الانفصاليون بتدبيج بلاغات وهمية حول حرب ينسجون الأكاذيب حولها، بغية رتق بكارة أعداء المغرب التي افتضها حماة الوطن.
ويسعى النظام العسكري إلى الإبقاء على "إبراهيم غالي"، الذي سيبلغ 74 سنة شهر غشت المقبل، في مقدمة الانفصاليين، بعدما لعب بكل القذارة التي طلبها منه الـ"كابرانات"، خلال محطات أخرى غير خرق اتفاق وقف إطلاق النار، كما كان الشأن حين الزج به مثل أي بيدق في المؤامرة التي حاكها النظام العسكري الجزائري لبث الخلاف بين المملكة المغربية وجارتها الشمالية إسبانيا.
ووفق صحيفة "Altayar" الإسبانية، فإن "كابرانات" الجزائر يسعون للحفاظ على الانفصالي الرخيص، لأنه خدم مصالحهم أكثر من سابقيه، فمن جهة ساهم في خلق تعتيم يخدمهم في اتخاذ القرارات بالجبهة الانفصالية، فضلا عن كونه يبدو طيعا في أياديهم، وهو يستجيب لكل ما يأمرونه به سعيا من النظام العسكري الجزائري لزعزعة استقرار المملكة المغربية، ومحاولة تمزيقها سعيا نحو الحصول على منفذ إلى المحيط الأطلسي على ظهور الانفصاليين.