الطالبي: قارة إفريقيا تحتاج إلى إنتاج الغذاء بدل الإكتفاء بطموح مكافحة الجوع

سجل راشيد الطالبي العلمي، رئيس المجلس النواب، أن المجاعةُ، “ليست التحدي الوحيد الذي تواجهه قارتنا، فهي ضحيةُ الاختلالات المناخية التي ليست مسؤولةً عنها، ولا تتمتع بالثروات والموارد المتأتية من الصناعات المُلَوِّثة المسببة لها، مشيرا إلى أن إفريقيا لا تتسبب سوى في 4 بالمائة فقط من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرار.

وتابع الطالبي، في كلمة له خلال افتتاح أشغال البرلمان الافريقي الذي يحتضنه مجلس النواب المغربي، أن القارة السمراء، “ضحيةُ عدم الاستقرار في أكثر من منطقة، وأساسًا ضحيةُ ارتفاع كُلفةِ الدَّيْن الخارجي بالأساس، وضحيةُ نظام اقتصادي دولي غير عادل وغير متضامن، وكلها عوامل تزيد من حدة الفقر والهشاشة ونقص الأغذية”.

واعتبر رئيس مجلس النواب، أنه إذا كانت افريقيا ” تقع في صُلبِ تَنَافُسٍ دَوْلِي كبير، فإنها، لا تستفيدُ من التجارة الدولية المنتجة للازدهار في فضاءات أخرى من العالم مما يجعلُ الحاجة مُلِحَّةً لتَطوير المبادلات بين البلدان الإفريقية”.

وأكد أن افريقيا تحتاج الاعتمادات المالية والاستثمارات في الفلاحة من أجل إنتاج الغذاء وضمان الأمن الغذائي، وعدم الاكتفاء بطُموح مكافحة الجوع. وفيما تتمتع بلدان الشمال، وعددٌ من البلدان الغنية في قارات أخرى، بوفرة زائدة في الغذاء تعاني شعوب عديدة من المجاعة وسوء التغذية.

وزاد: “للأسف، فإن حوالي مليار طن من الأغذية تُرْمَى في القمامات سنويا، وهو ما يكفي لتغذية مليار نسمة”، قبل أن يستطرد: “لسنا في منطق الصدقة، ولكنَّ ظواهرَ من هذا القبيل تُسائِلُ بالفعل قِيَمَ وشعاراتٍ من قبيل “التضامن” و”الشراكة” و”التعاون الدولي”، وتمتحن “الضمير العالمي”.

واسترسل الطالبي، “لكنها تُسَائِلُ الذات الإفريقية، وهو ما برز جلياًّ في زمن جائحة كوفيد 19 حيث تُرِكَتْ إفريقيا تُواجه الوباء بإمكانياتها المتواضعة، وازدهرت الأنانيات الوطنية الزائدة لدى أصحاب الإمكانيات والموارد”.

وطالب رئيس مجلس النواب، بترافع دولي من أجل العدالة المناخية والغذائية لإفريقيا، وعن شراكات عادلة، وعن تحويل التكنولوجيا التي تُيَسِّرُ الإنتاج الزراعي، وعن عدم استغلال براءات الاختراع للضغط والابتزاز المالي والسياسي، وعن تحويل الرساميل لتمويل المشاريع الفلاحية الإفريقية الضخمة والاستراتيجية.

وعلى مستوى الداخل الإفريقي، أكد الطالبة الحاجة  إلى التخطيط العقلاني من أجل فلاحة عصرية مستدامة، وإلى شراكات بين القطاعين العام والخاص، وإلى فتح الأسواق الافريقية وتعزيز المبادلات البيئية.، مضيفا “نحن محتاجون أيضا لتعزيز الاقتصاد الزراعي التضامني، وتمويل المشاريع الصغرى في الريف الإفريقي، مما سيمكن من توفير الغذاء، والشغل الكريم في نفس الآن”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *