حامي الدين: المنظومة الإنتخابية أفرزت شريحة من الناخبين تصوت بناء على تحالف الأعيان والسلطة

قال عبد العلي حامي الدين القيادي في حزب “العدالة والتنمية” إن الميزة الأساسية في الانتخابات الجزئية الأخيرة هي نسبة المشاركة التي كانت جد ضعيفة، مشيرا أن هذا التدني وراءه أسباب مختلفة، أهمها الثقة شبه المنعدمة في التصويت السياسي المبني على اختيار عقلاني.

وأضاف حامي الدين في تصريحات لموقع “البيجيدي” الرسمي، أن الانتخابات المغربية أصبحت خاضعة لمنظومة انتخابية مستقرة، جرى بناؤها بشكل تراكمي من طرف الجهة المشرفة والساهرة على تنظيم الانتخابات، جعلت شريحة مستقرة من الناخبين وفية للتصويت بناءً على إرادة ما يمكن تسميته بتحالف الأعيان والسلطة.

وأشار أن هذا التحالف مرتبط بمجموعة من الآليات التي تتحكم في السلوك الانتخابي لهذه الشريحة المستقرة، التي تصوت بناء على مزاج السلطة والمال، وتدعم المرشحين المدعومين من طرفها حسب طبيعة الظرفية السياسية.

وأوضح  أن هذه المنظومة مؤطرة بالقوانين وبالمراسيم وبالقرارات الإدارية، لكن قوتها تكمن في المعطيات الميدانية الموجودة على الأرض، وفي القدرة على تشبيك أدوات الربط مع كتلة مستقرة من الناخبين لا تتأثر بالخطاب السياسي، ولكنها تتحرك بتوجيه من سلطات القرب (عامل، باشا، قايد، شيخ، مقدم..).

وأكد حامي الدين على أن الشيخ والمقدم لهما دور محوري سواء في البادية أو في المدن في ضمان استقرار هذه المنظومة وضمان فعاليتها.

ولفت إلى أن أن هذه المنظومة ارتبكت فقط يوم 4 شتنبر 2015 ويوم 7 اكتوبر 2016، لأن العدالة والتنمية نجح في تحريك فئات غير متحكم فيها للتصويت عليه، لكن هذا لا يعني بأن الذين كانوا يصوتون على العدالة والتنمية في انتخابات 1997 و2002 و2007 كانوا بتوجيه من السلطة، كلا، لكنهم لم يكونوا قادرين على إرباك المنظومة.

وأضاف أن انتخابات 2011، كانت محكومة بسياق خاص “20 فبراير”، مشيرا أن هذا السياق أثر في المنظومة وفي فعاليتها، وتابع، كما أن الظرفية فرضت العدالة والتنمية كخيار جرى تدعيمه من طرف عدد من الفئات المحافظة، كأصحاب المال وغيرهم، حفاظا على الاستقرار.

وأبرز أن المشاركة في الحكومة سنة 2017 بعد البلوكاج الشهير، أنهى عمليا إمكانية التأثير في المنظومة الانتخابية عن طريق التصويت السياسي، مشددا على أن هذا الأمر أدى إلى خلق جو من الإحباط ساهم في إبعاد الشرائح والفئات التي صوتت بشكل استثنائي يوم 7 أكتوبر لأنها شعرت بالحافز وبالمسؤولية في دعم العدالة والتنمية بعدما اعتادت على عدم التصويت أصلا.

وخلص إلى هده الشريحة رجعت إلى سلوكها الانتخابي السابق وهو عدم التصويت”، كما “التحقت بها شرائح أخرى لم تعد تؤمن بصوتها الانتخابي، ومنها من ينتمي إلى التيار الإسلامي الذي كان يتعاطف مع العدالة والتنمية ويساندها”.