دشن المغرب وإسبانيا بعد زيارة بيدرو سانشيز إلى الرباط، أمس الخميس،بناء مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية،وذلك بعد سنتين من التوتر السياسي.
وأكد بيان مشترك بين البلدين، عُمم على وسائل الإعلام بعد انتهاء الزيارة، أن إسبانيا “تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل متوافق بشأنه”.
وأشارت الوثيقة إلى “بناء مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، تستند إلى مبادئ الشفافية والحوار الدائم والاحترام المتبادل، واحترام وتنفيذ الالتزامات والاتفاقات الموقعة بين الطرفين”.
سانشيز: إسبانيا شريك يحظى بالأولوية بالنسبة إلى المغرب
أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، مساء أمس الخميس بالرباط، أن المغرب وإسبانيا يمكن أن يلعبا دورا هاما لفائدة الرخاء والاستقرار في أوروبا وإفريقيا.
وقال سانشيز، خلال ندوة صحفية بمناسبة الزيارة التي يقوم بها إلى المغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن إسبانيا يمكن أن تلعب دورا هاما لفائدة إفريقيا والمغرب في الاتحاد الأوروبي، والشأن نفسه بالنسبة إلى المغرب الذي يمكنه أن يضطلع، بل ويضطلع بدور استراتيجي لفائدة إسبانيا والاتحاد الأوروبي داخل الاتحاد الإفريقي.
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الحكومة الإسبانية إلى أن المغرب وإسبانيا لا يتقاسمان القرب الجغرافي فحسب، وإنما أيضا الرغبة في المضي قدما معا من أجل تحقيق الانتعاش الاقتصادي وتحديث النسيج الإنتاجي وتطوير الاستثمارات المتبادلة، مسجلا أن إسبانيا شريك يحظى بالأولوية بالنسبة إلى المغرب على مستوى العلاقات التجارية والاستثمارات، والعكس صحيح.
وتابع قائلا “أعتقد أن لدينا أهداف مشتركة، لا سيما في مجالات التحول الطاقي والهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة من أجل ضمان الرخاء للبلدين، وكذا الاستقرار الاقتصادي والرفاه لإفريقيا وأوروبا”.
وخلص سانشيز إلى أن المغرب وإسبانيا يمكن أن يضطلعا بدور حاسم لفائدة الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والتحول الطاقي، في أوروبا وإفريقيا على السواء.
د. منار اسليمي: ندخل مرحلة جديدة من العلاقات المغربية الاسبانية
وقال عبد الرحيم منار اسليمي، استاذ جامعي ومحلل سياسي:"أن زيارة بيدرو سانشيز الى المغرب يؤكد مرة أخرى على الموقف المركزي لاسبانيا بخصوص مشروعية المبادرة المغربية للحكم الذاتي"
وتابع اسليمي:"العلاقات المغربية الاسبانية دخلت مرحلة جديدة عنوانها الثقة المتبادلة و التشاور والتعاون الصريح والصادق،بالاضافة الى البداية في العمل داخل خريطة طريق السياسية والأمنية والاقتصادية ومجالات أخرى"
وأضاف اسليمي :"مرة أخرى تجدد اسبانيا اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء،لأن الدولة الاسبانية تقول بشرعية الحكم الذاتي،وبذلك تدخل العلاقات المغربية الاسبانية مرحلة جديدة، ففي منطق العلاقات الدولية كلما كانت العلاقات متأزمة في السابق كلما اصبحت أكثر قوة في المستقبل".
د.تاج الدين الحسيني: زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى المغرب «منعطف تاريخي»
قال الدكتور في جامعة محمد الخامس، تاج الدين الحسيني، إن زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى المغرب، تشكل منعطف تاريخي مهم في العلاقات بين البلدين
ولفت الحسيني، إلى أن استقبال إسبانيا رئيس جبهة البوليساريو ، إبراهيم غالي، أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين
وأوضح أن الجانبين الإسباني والمغربي تفاوضا من أجل حل الإشكاليات العالقة بينهما، إذ طوت الدبلوماسية المغربية صفحة الأزمة مع مدريد وفتحت صفحة جديدة من العلاقات المشتركة على كافة الأصعدة بين البلدين
وأكد الحسيني أن إسبانيا وافقت ضمنيًا على سيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما فعلت الولايات المتحدة.
وتابع: “الطرفان عليهم أن يوحدا جهودهما فيما يتعلق بمواجهة المراحل المقبلة خاصة بمجلس الأمن الذي يعقد اجتماعه المقبل في 20 من إبريل لمناقشة قضية الصحراء”.
د.ميلود بلقاضي: المغرب واسبانيا وتصحيح المسار المشترك على أسس حقائق الجغرافية والتاريخية
من جانبه قال الدكتور ميلود بلقاضي، رئيس المرصد المغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية:"أن زيارة بيدرو سانشيز للمغرب أكدت أن توفر الارادة السياسية ،عامل اساسي لتحديد مستقبل العلاقات بين الدول."
وتابع المتحدث نفسه في تصريح لبلبريس:"هذا المبدأ هو من أطر عزم المغرب واسبانيا على وضع خارطة طريق دائمة وطموحة لتصحيح مسار العلاقات المغربية والاسبانية استجابة لتطلعات الشعبين لتدشين مرحلة جديدة للتوجة معا نحو التموقع في نظام دولي جديد يتشكل".
وأضاف بلقاضي:"حسب المختصين في العلاقات الاسبانية المغربية تعتبر زيارة رئيس الحكومة الاسباني للمغرب، وما نتج عنها من اتفاقيات ومواقف خصوصا في ما يتعلق بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية، تعتبر بحق تحولا جيو سياسيا تاريخيا واستثنائيا لم تعرفه العلاقات المغربية الاسبانية منذ 1975 .
و قال ذات المحلل:" نحن أمام انتصار لمنطق الجغرافية المشتركة ،وتصحيح لمسار التاريخ بشكل يعكس حجم وأهمية الروابط الاستراتيجية ،والتحديات الامنية والاقتصادية المشتركة."
د.بنطلحة الدكالي:"الحكومة الاسبانية استخلصت الدروس وأدركت أن العلاقة مع المغرب ضرورية بالنسبة لأمنها
في ذات السياق، قال محمد بنطلحة الدكالي،أستاذ جامعي ومحلل سياسي:"الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس الحكومة الاسبانية " بيدرو سانشيز" سترسخ أسسا جديدة لشراكة متينة بين البلدين وستزيل سوء الفهم الكبير، وستطوي صفحة أزمة سياسية عمرت لأكثر من سنة وتفتح افاقا جديدة للتعاون المشترك في مختلف المجالات وهي شراكة تتجاوز الاطار الثنائي من أجل صالح المنطقة."
وأضاف الدكالي في تصريح لبلبريس:"لقد استخلصت الحكومة الاسبانية الدروس جيدا، وأدركت أن العلاقة مع المغرب ضرورية بالنسبة لأمنها واستقرارها، كما أن الظرفية الجيوسياسية الدولية قد تغيرت لذا فانه محكوم على البلدين الجارين بالتعاون وتبادل الثقة وحسن الجوار، مما يعطي أملا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجارين ويؤسس لاندماج فعال لضفتي البحر الابيض المتوسط انتصارا لعلاقات واقعية تطمح الى المستقبل، بروح من الثقة والتشاور بعيدا عن الأعمال الأحادية او الأمر الواقع كما جاء في البيان المشترك عقب هذه الزيارة ."
وتابع المتحدث نفسه:"إن المغرب بلد ذو سيادة يدافع عن مصالحه العليا، ووحدته الترابية ، وكرامة مواطنيه، وهو ما أكد عليه عاهل البلاد بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، حين شدد على أن المغرب" لايقبل أن يتم المس بمصالحه العليا وفي نفس الوقت يحرص على اقامة علاقات قوية بناءة ومتوازنة خاصة مع دول الجوار"، مؤكدا:"أن العلاقة المغربية الاسبانية أقوى من أن تتأثر بضغط أحزاب اليمين المتطرف واليسار الراديكالي، مع العلم أن القرارات اتخذت من طرف رئاسة الحكومة بناءا على دراسات وتحاليل ومعطيات ورؤى استشرافية ، وليس بناء على مزايدات أحزاب همها الأساسي هو البحث عن أصوات انتخابية ، والركوب على أطروحات تجاوزها التاريخ."
واختتم الدكالي:" إن العلاقة بين البلدين ليست ظرفية ولكنها نتيجة صداقة تعززت وتوطدت بغض النظر عن تقلبات التاريخ.إن الزمن المفصلي الذي نعيشه اليوم، يدعونا الى التصالح مع التاريخ والجغرافيا من أجل علاقات أكثر قوة ومتانة ولحسن حظنا أن الرغبة في مثل هذه العلاقات تظل دائما هي الأقوى دوما وأبدا"
د.عبد النبي صبري:اسبانيا فهمت الرسالة خير لها ان تتعامل مع بلد مستقر على ان تتعامل مع بلد يحكمه العسكر
وقال عبد النبي صبري،محلل سياسي:"أن زيارة بيدرو سانشيز للمغرب واستقباله من لدن الملك محمد السادس تؤكد أن العلاقات المغربية الاسبانية عادت إلى سابق عهدها بعد عام من الخلافات العميقة التي كان سببها استقبال الحكومة الاسبانية لزعيم جبهة البوليساريو بهوية مزورة وليترتب عند ذلك خلافات عميقة كادت ان تعصف بالعلاقات بين البلدين لولا أن جلالة الملك تدخل في خطاب 20 غشت بمناسبة ثورة الملك والشعب،حيث أكد حينذاك أنه يتطلع لفتح علاقات جديدة وغير مسبوقة مع المملكة الاسبانية، وأنه يتتبع بشكل دقيق العلاقات المغربية الاسبانية.
وبعد عام تقريبا جاءت رسالة رئيس الحكومة الاسباني الى الملك يطلب فيها طي صفحة الخلافات لتكون جزءا من الماضي لنبدأ بعلاقات جديدة تلاها اتصال ملكي برئيس الحكومة ودعوته الى زيارة المملكة المغربية وتناول وجبة افطار وما تحملها من دلالات عميقة"
وتابع صبري:"لقد ترتب عن هذه الزياراة مباحثاث معمقة اجراها الملك وبيدرو سانشيز ومن بين المساءل الاساسية التاكيد على اهمية ومحورية قضية الصحراء عند المغاربة،والتاكيد على ان المبادرة التي تقدم بها المغرب الحكم الذاتي هي مبادرة اكثر جدية واكثر واقعية وتتميز بالصدقية لحل هذا النزاع.
واكد المتحدث نفسه؛"من بين القضايا التي تم تناولها هو سن خارطة طريق واضحة وطموحة لتكريس العلاقات الثنائية بين البلدين"
"ان اهم الروابط التي ستعرفها العلاقات المغربية الاسبانية هي علاقات ثنائية وتعاونية تشمل كافة المجالات في اطار الاتفاقيات بين القطاعات الوزارية والتعاون بين المؤسسات والمقاولات والشركات العمومية والجماعات الترابية والهيآت الاستشارية والحكامة"يضيف صبري
واسترسل المحلل السياسي:"ان هذه العلاقات ستحكمها مبادئ من الشفافية ومبدأ الحوار الدائم وعلى مبدا الاحترام المتبادل وتنفيذ الاتفاقات والالتزامات الموقعة بين البلدين لان الامور التي تؤثر على العلاقات بين البلدان هو التنصل من الالتزامات واليوم قد تم التاكيد على تدبير الالتزامات بحسن نية وبوضوح تام كما ينص على ذلك القانون الدولي"
تجسيد هذه العلاقات الجديدة هو القيام بعلاقات غير مسبوقة على كافة المستويات انطلاقا من الفهم العميق وادراك المحيط،وفهم الجار الاسباني الى ان ربط العلاقات مع الجارة المغرب اساسها ومحورها ومركزها الاحترام التام لسيادة المغرب على ترابه،الاسبان فهمو الرسالة وفهموا الخطاب الذي كان قد وجهه الملك سابقا عندما اكد ان المغرب لن يتعامل مع اي بلد في المستقبل لا يحترم سيادته على ترابه وكانت المانيا قد فهمت الرسالة وتلتها اسبانيا والتاكيد على ان هناك قضايا عديدة وقواسم مشتركة ومواضيع ذات الاهتمام المشترك والتي ينبغي ان يكون اساسها التشاور الدائم والابتعاد عن الاعمال الاحادية،بداية هذه الامور ستؤكد بداية التشاور والتنسيق لمورو عملية مرحبا التي كانت قد انقطعت السنة الماضية للتتكبد اسبانيا بذلك خسائر كبيرة ومهمة جراء تغيير وجهة عملية مرحبا"
واختتم عبد النبي صبري حديثه:"ان الديبلوماسية المغربية التي قادها الملك ادت اكلها خاصة وان الملك اكد انه سيسلك ديبلوماسية الوضوح مع الشركاء التقليديين وديبلوماسية الطموح مع الشركاء الجدد واسبانيا فهمت ان وجودها في المغرب ودخولها الى افريقيا لا يمكن الا عن طريق علاقات قوية بين البلدين الجارين عن طريق تدعيم العلاقات التجارية وترشيد الاتصال وفهم الواقع كما يجب، وفهمت الرسالة انه خيرا لها ان تتعامل مع بلد مستقر في محيطه وفي قراره وواعد في استراتيجيته متحكم في جغرافيته ويصبو نحو نموذج تنموي صاعد على كافة المستويات من ان تبقى رهينة لبلد يحكمه العسكر"
د.حسن العروسي:زيارة سانشيز جاءت لتعزز النقلة النوعية في العلاقات المغربية الاسبانية
وقال حسن العروسي:ان زيارة بيدرو سانشيز الى المغرب زيارة محورية،جاءت لتعزز هذه النقلة النوعية في العلاقات المغربية الاسبانية بعد طي صفحة الخلافات الاسبانية الذي دام لازيد من سنيتن"
وتابع العروسي في تصريح لبلبريس:"ان هذه الزيارة لها العديد من الدلالات حيث يريد رئيس الحكومة الاسباني ان يشهد الراي العام تعزيز قراره بدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية وهو موقف جديد على الديبلوماسية الاسبانية يقطع مع الحياد الايجابي الذي كان سابقا ويقطع مع المواقف الاسبانية التي كانت تعزز العقيدة الامنية لذا اسبانيا والتي كانت تعتبر ملف الصحراء هو ملف محوري او كما يقال حصان طروادة الذي تتحكم فيه او في علاقاتها مع المغرب من خلال دعمها سواء على المستوى الرسمي بدعم البوليساريو في بعض الاحيان واستظافة الانفصاليين والدليل على ذلك تعاطيها المشبوه في علاقتها مع الانفصالي ابراهيم غالي"
واضاف المحلل السياسي:" لقد اتضح واضحا ان اسبانيا كانت مغرقة في التعامل مع الجبهة الانفصالية،ومع هذه الزيارة يريد سانشيز التاكيد على معطى جديد هو تحول مركزي في السياسة الخارجية الاسبانية والذي على اساسه ستترتب الكثير من الامور الاساسية،اولا اعادة تقوية اواصر العلاقة بين المغرب واسبانيا على المستوى الامني والجيوسياسي وهذا امر حقيقي وجديد من خلال اعتراف اسبانيا بالمجهودات التي يقوم بها المغرب على المستوى الامني باعتباره جسر العبور الى افريقيا وباعتباره ايضا فاعل اقليمي واساسي من خلال العديد من المحطات كشف فيها المغرب على انه قادر على تحمل المسؤوليات الامنية الجسام في منطقة شمال افريقيا وفي منطقة الصحراء وفي منطقة ساحل جنوب الصحراءوايضا ادوار المغرب واضحة في حل الازمات في المنطقة وخاصة في ليبيا وضمان هذا الاستثناء الامني"
واردف ذات المتحدث"ان اسبانيا اقتنعت من خلال الشراكات المغربية المتعددة انها الجار اللأكثر فاعلية افضل من تفاعلها مع الجزائر وفشلها في التعاطي معها في ملف الغاز"