*فاطمةالزهراء أخانة
شهدت مدينة الدار البيضاء سنة 1981 احتجاجات على زيادة في أسعار مواد غذائية أساسية، مما خلف ضحايا، فبعد أن أعلنت حكومة الراحل المعطي بوعبيد يوم 28 ماي 1981 زيادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية بضغط من المؤسسات المالية الدولية، دعت الكونفدرالية المغربية للشغل للقيام إضراب عام يوم 20 يونيو 1981 احتجاجا على القرارات المتخذة.
و أدى ذلك إلى اندلاع مظاهرات شعبية في مختلف الأحياء الشعبية بالمدينة تدخلت على أثرها عناصر الجيش وواجهت تلك الاحتجاجات بالقمع والاعتقالات والعنف، في محاولة لإفشال الاضراب وتشتيت التجمعات خلال يوم الإضراب.
واستمرت أعمال العنف إلى حدود يوم 21 يونيو الموالي وفرضت قوات الأمن والجيش بالمغرب طوقا بالدبابات والسيارات العسكرية على كافة أحياء الدار البيضاء.
وذكر على أن أغلب ضحايا أحداث 1981 دفنوا في ما وصفتها بمقابر جماعية سرية، قالت إن من بينها ثكنة عسكرية تابعة لرجال المطافئ قرب الحي المحمدي.
مما أجبر الحكومة آن ذاك على التراجع عن الزيادات التي فرضتها على الأسعار، ورغم مطالبة المعارضة آنذاك بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، امتنعت السلطات عن ذلك، كما تم فرض حظر وتضييق على وسائل الإعلام المغربية والدولية لتغطية تلك الأحداث.
وعملت هيئة الإنصاف والمصالحة لاحقا على تحديد قبور الضحايا في المقابر السرية بناء على تحريات اعتمدت فيها على محاضر الشرطة وتقارير المنظمات الحقوقية وسجلات وزارة الصحة.
و أوصت هيئة الإنصاف والمصالحة بحفظ ذاكرة الاعتقال والقمع والتضييق على الحريات حتى تتذكرها الأجيال الصاعدة لضمان عدم تكرار ما حدث، وذلك عبر ترميم أماكن الاعتقال السرية وتحويلها إلى معارض.
*صحفية متدربة