الطريبق يناقش "تعامل الإعلام مع الهجرة والمهاجرين" ببني ملال

في إطار اللقاءات العلمية التي دأبت كلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال على تنظيمها، بهدف إغناء النقاش وتبادل المعارف والأفكار بين الطلبة وضيوف هذه الملتقيات، نظمت الكلية ندوة يوم السبت المنصرم، حول "تعامل الإعلام وقضايا الهجرة والمهاجرين"، بحضور أشرف الطريبق رئيس مركز هسبريس للدراسات والإعلام.

وفي افتتاح الندوة، قال محسن إدالي منسق ماستر الهجرة الدولية المجال و المجتمع إن هذا اللقاء يشكل فرصة لمحاولة فهم دور الإعلام في معالجة قضايا الهجرة والمهاجرين باعتبار أن ظاهرة الهجرة الآن كظاهرة متعددة الأبعاد، أصبحت تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى، مؤكدا أن مثل هذه اللقاءات تدخل في إطار تمكين الطالب الباحث ومساعدته على الانفتاح على مختلف التخصصات والانشغالات التي لها علاقة بقضايا الهجرة، من أجل التعرف عن قرب على المحيط الاقتصادي و الاجتماعي للجامعة .

وفي نفس السياق، أكد عميد الكلية يحيى الخالقي أن أهمية الاعلام و الصحافة في قضية الهجرة من خلال نقل الخبر والحدث, على اعتبار أن الهجرة ظاهرة اجتماعية بامتياز تستوجب وقفة متأنية لمعرفة هذه الظاهرة ومعرفة الآليات الكفيلة لنقلها للرأي العام، وهنا يبرز دور الاعلامي لأنه جزء من هذا المجتمع، والذي يتحمل مسؤولية جسيمة حيث يجب أن يكون مهنيا واحترافيا لنقل الخبر و المعلومة بشكل موضوعي للمتلقي، في إطار ما يكفله الدستور الحالي للمواطن المغربي بالحق في المعلومة .

ومن جهته، أوضح أشرف الطريبق أن طبيعة هذا الموضوع ليست سهلة بحكم الطابع المعقد و الشمولي لظاهرة الهجرة، ليطرح التساؤل الجوهري حول كيفية استفادة الهجرة من الإعلام و العكس صحي، وإنه إذا كان المغرب قد انخرط بجدية في هذا الموضوع من خلال المصادقة على مجموعة من الاتفاقيات الدولية وإصداره سلسلة من النصوص القانونية ذات الصلة، ووضع مجموعة من الاستراتيجيات على غرار الاستراتيجية الوطنية للهجرة و اللجوء لسنة 2013، فإن السؤال الذي يُطرح مرة ثانية يبقى : هل الإعلام واكب بصدق هذا التوجه الجديد للمغرب ؟

و أشار رئيس مركز هسبريس للدراسات والإعلام إلى أن الخطاب الإعلامي يقتضي أيضا أن يتحلى بمبادئ أخلاقيات المهنة و نبذ خطاب الكراهية و العنصرية، لأن ذلك سبب تراجع بعض المنابر في الآونة الأخيرة، مبرزا في هذا الصدد نماذج من بعض الصحف الورقية والإلكترونية التي تختلق الأخبار والإشاعات والتي تصل إلى حد التشويه والسخرية من المهاجرين، ليدعو إلى ضرورة تأهيل وسائل الإعلام لمواردها البشرية بإعداد صحفيين مهنيين ملتزمين بميثاق أخلاقيات المهنة لتقريب الصورة الواقعية عن الهجرة و المهاجرين.

واقترح الطريبق عددا من الاقتراحات لاتخاذها أرضية للاشتغال عليها في المستقبل سعيا لتفادي النقاط التي سلف ذكرها، وذلك عبر التركيز على إنتاج قاموس يقرب الظاهرة من الصحفيين من أجل تفادي السقوط في الهفوات، مع الحفاظ على السياق الاخلاقي وتحدي خطاب الكراهية في معالجة قضايا الهجرة و احترام خصوصية المهاجرين.

وعرف هذا اللقاء العلمي تفاعلا كبيرا مع مضامينه من خلال عدد من الأسئلة التي تحاول مقاربة الموضوع من مختلف الزوايا، و على هذا الأساس تم التفكير في تنظيم أيام دراسية في بداية الموسم الجامعي القادم من أجل إغناء النقاش ومنح الفرصة لمزيد من الآراء و التوجهات.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.