محمد الشنتوف*
تمكن المنتخب الكرواتي بلغة التحدي والطموح وبمنطق عدم الاستسلام وبروح الإقدام وبراعة الأقدام من حجز البطاقة الثانية في نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخه بعد "ريمونتادا" تاريخية على حساب المنتخب الانجليزي، ساهم فيها كل من مانزوكيتش وريبيتش في الشوط الثاني الأصلي والشوط الثاني الإضافي من عمر المباراة، ليضرب المنتخب الكرواتي موعدا مع التاريخ ضد فرنسا التي تستعد للفوز بلقبها الثاني، مقابل منع المنتخب الانجليزي من محاولة للفوز باللقب الثاني أيضا، وإجباره على الوفاء لغيابه عن نهائي المونديال مند سنة 1966 إلى أجل غير مسمى.
في الشوط الأول دخل المنتخبين على إيقاع همسات حذر البدايات، لكن المنتخب الانجليزي ضرب بقوة عن طريق تريبيي من ضربة خطأ نفذها بروعة، ليشهد المنتخب الانجليزي تراجع رهيب، أمام محاولا المنتخب الكرواتي التي لم تتوقف، بدون أي جديد يذكر، لينتهي الشوط الأول بتفوق المنتخب الانجليزي.
ودخل المنتخب الكرواتي بقوة في بداية الشوط الثاني، من أجل العودة في النتيجة، عن طريق ريبيتش ومانزوكيتش بدون خطورة، وفي الدقيقة 55 سدد جيسلينكارد كرة ارتطمت في الدفاع الكرواتي مباشرة إلى الركنية، ونجح الدفاع الانجليزي بقيادة ماكويير في صد محاولات كرواتيا لحدود الدقيقة 60، واستمر الضغط الكرواتي عن طريق ريبيتش الذي حاول تعديل الكفة في الدقيقة 64 عبر تسديدة ارتطمت بالجدار الدفاعي الانجليز الإسمنتي مؤكد التراجع المهول للانجليز، وفي الدقيقة 67 تمكن إيفان بريسيتش من تعديل الكفة، من خلال هدف سجله بيسارية ساحرة في شباك جوردن بيكفورد.
هدف التعديل حرك المنتخب الانجليزي بدون خطورة، وعلى العكس تماما مما كان يتوقع عاد بيريسيتش ليكسر العارضة في الدقيقة 71، وفي محاولة للرد أرسل راشفورد عرضية تصدى لها الدفاع الكرواتي بنجاح في الدقيقة 74، ومرر مرة أخرى لصالح جيسي لينكارد الذي ضيع كرة سهلة في الدقيقة 77، ولعب تربيي بالنار في الدقيقة 80 لكن لم تستغل هفوته من طرف كرواتيا، وفي الدقيقة 82 سدد مهاجم اليوفي ماندزكيتش كرة قوية تصدى لها الحارس الانجليزي بنجاح، وأضاع بيريسيتش كرة أخرى أمام شباك فارغة في الدقيقة 83، ولم تأتي السبع دقائق المتبقية بجديد، في حين لم يستغل المنتخب الانجليزي ضربة خطأ خطيرة في اللحظات الأخيرة، قبل أن ينتهي الشوط الثاني بنتيجة التعادل الايجابي.
ولم تأتي الخمس دقائق الأولى من الشوط الإضافي الأول بجديد على مستوى النتيجة، مع أفضلية انجليزية على مستوى الأداء، وفي الدقيقة 97 سدد إريك داير كرة ارتطمت بالدفاع لتذهب إلى ركنية كادت أن تتحول إلى هدف لولا تدخل فيرسيلكوا الذي أخرجها من الشباك في الدقيقة 98، وضيع راكيتيتش الكرة الوحيدة لكراوتيا في الدقيقة 106، وفي الدقيقة 107 تصدى بيكفورد لهدف محقق من ماندزوكيتش، لينتهي الشوط الأول من دون جديد.
وفي الشوط الثاني افتتح برزوفيتش لاعب انتر ميلان سلسلة المحاولات في الدقيقة 107 بتسديدة عالية جدا، وفي الدقيقة 108 سجل "السوبر "ماريو مانزوكيتش هدفا بعد "أسست رائع من سوبازيتش، في حين غابت ردة لفعل الانجليزية، غياب يساهم في إنهاء الحلم الانجليزي، وانتصار الطموح الكرواتي.
وجاز للرئيسة الكرواتية " المشجعة" التي كانت علامة بارزة أن تفرخ و تفتخر بهذا المنتخب، مثلما جاز لشعبها أن يفتخر بها وبالدروس التي قدمتها في هذا المونديال، ومثلما جاز لها و لشعبها و لنا كعشاق لكرة القدم أن نعتبره انتصار مستحق لزملاء راكيتيتش ولوكا مودريتش، نجمي برشولونة و مدريد المتألقين المتأنقين و المحلقين في سماء التميز و الابداع الكروي، فعن جدارة و استحقاق تمكنوا من العودة بعد انكسار البدايات، و عن جدارة قهروا منتخبا يضم ألمع نجوم المستديرة على الصعيد العالمي، وأبكو حارسا من أفضل الحراس في العالم، إنه انتصار منصف حقا، لأن هذا المونديال العجيب لم ينصف منتخبات كثيرة أقصيت، وكأن ضميره استيقظ من سباته العميق لينصف هذا المنتخب الرائع الذي يمثل عنوانا للطموح والصمود و الكبرياء الكروي
*صحفي متدرب