حرائق الواحات بطاطا.. غرس السنين تلتهمه النيران في "رمشة عين"

في الوقت الذي تستعد فيه شرائح واسعة من العائلات المغربية لشد الرحال نحو المناطق الساحلية أو الجبلية للتمتع بعطلة الصيف والهرب من لهيب الحرارة، يبدأ سكان الواحات التنسيق فيما بينهم إستعدادا لحماية مغروساتهم التي نجت من الامراض المعدية بعد فشل البحوث في ايجاد مبيدات لها.

وفي ذات السياق، إلتهمت النيران اليوم الاثنين، هكتارات من النخيل والغطاء النباتي بواحة أكرض تمنارت بإقليم طاطا، حيث تحولت مئات النخلات في ظرف ساعات إلى أعمدة متفحمة، بمساعدة من الأحراش والحشائش والأعشاب اليابسة، فيما لازالت أسباب الحريق المدمر مجهولة في إنتظار ما ستفر عنه التحقيقات.

ولحقت الواحة خسائر كبيرة كادت تحصد معها بعض الحيوانات الاليفة كالأغنام والماعز التي تتواجد بحظائر الواحة التي يملكها سكان المنطقة، لولا الألطاف الإلهية ويقظة الفلاحين الذين يرفضون الإلتحاق بأبنائهم المتواجدين بالمدن الكبرى بحثا عن فرصة للعيش بعيدا عن موطنهم الأصلي.

"موحا إد طالب" فلاح صغير يملك حوالي 100 نخلة بواحة بطاطا يحكي "لبلبريس" معاناة الساكنة سنويا مع الحرائق التي تشهدها المنطقة كل فصل صيف تقريبا، حيث تفشل السلطات المعنية في تحديد المسؤول عن الحرائق التي تساهم في تقليص المساحات الزراعية كل سنة الى جانب الامراض في القضاء على أشجار النخيل "كالبيوض" عبر إتهام ارتفاع الحرارة تارة أو مجهول تارة اخرى.

وصرح موحا في اتصال مع "بلبريس" بأن مشكل الحرائق أضحى كابوسا يؤرق جميع الفلاحين الصغار بمنطقة طاطا، وأنه رغم تكراراها كل سنة فالسلطات المتدخلة والمعنية بحماية الواحات تتجاهل المشكل، رغم أن نخلة واحدة تتطلب سنين من العناية لتصبح مثمرة، كما أن رجال الوقاية المدنية الذين يحضرون بمجرد إشتعال النيران يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى أماكن الحرائق لوعورة المسالك الطرقية وكذا غياب مصادر المياه لإطفاء الحريق قبل أن يأتي على المحصول الزراعي المعيشي.

وأضاف "موحا" بأنه يفضل المبيت خلال فصل الصيف رفقة عدد من أصدقائه وجيرانه وسط أشجار النخيل بالواحات خوفا عليها من الحرائق التي تندلع بسرعة دون إنذار مسبق، حيث تلتهم الأشجار المثمرة والمزروعات المعيشية التي تتطلب جهدا ووقتا طويلا من العناية الدائمة قبل جنيها، خاصة وأن الدولة لاتقدم أي تعويض مادي جراء الخسائر التي تحدثها الحرائق.