أرخت حالة الغضب والإستياء التي تسود في صفوف الإتحاديين بسبب سوء تدبير الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر ورئيس اللجنة الإدارية الحبيب المالكي لمفاوضات التعديل الحكومي، والتي أفضت إلى تقليص عدد حقائبه الوزارية إلى حقيبة وزاية واحدة يتولاها محمد بنعبد القادر، (أرخت) على المؤسسات الجهوية والإقليمية للتنظيم الحزبي، والتي أضحت تعيش غليانا بعدما وجد إدريس لشكر، نفسه محاصرا وعاجزا عن تقديم إجابات واضحة لأعضاء الحزب.
وتعالت أصوات عضوات وأعضاء الكتابة الجهوية لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بجهة الدارالبيضاء سطات، مطالبة بضرورة تقديم ادريس لشكر استقالته من الكتابة الأولى بعدما خسر جميع المعارك التي خاضها، يبقى آخرها معركة التعديل الحكومي، محملين إياه كامل المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع تنظيميا وجماهيريا.
ودخل القيادي الإتحادي ابراهيم الراشدي العائد إلى أحضان حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية تلبية لنداء المصالحة الذي أطلقه ادريس لشكر، إذ يسعى الأستاذ الجامعي لجمع شمل الإتحاديين، وخصوصا منهم الغاضبين في لقاء جهوي سيعقده خلال الأيام المقبلة بالدارالبيضاء، والذي يسعى من خلاله ضرب عصفورين بحجر واحد، بسط سيطرته على التنظيم الإتحادي الجهوي، والشروع سحب البساط من تحت أقدام ادريس لشكر.
وشرع القيادي الإتحادي ابراهيم الراشدي في عقد عدة لقاءات وربط الإتصال بعدد من الإتحاديين الغاضبين بجهة الدارالبيضاء سطات، إذ يحثهم على ضرورة العودة إلى الحزب، وذلك في أفق الدعوة إلى محطة تنظيمية تصحيحية عاجلة لإعادة بناء الحزب على أسس تعيده إلى صلب المجتمع عبر مشروع مجتمعي و تنظيم حزبي مرتبط بالجماهير الشعبية بمساهمة كافة الاتحاديات والاتحاديين انجازا لمصالحة حقيقية.
ويقول إبراهيم الراشيدي أنه لا يحمل الكاتب الأول للاتحاد الإشتراكي، إدريس لشكر المسؤولية لوحده "وليس لدي أي مشاكل معه وعلاقتنا يطبعها الود والاحترام ".
ويضيف الراشيدي لـ"بلبريس" أنه "يتعين على المكتب السياسي للحزب تقديم استقالته ".
وبخصوص أن التعديل الحكومي والحقيبة الوزارية للحزب هي السبب وراء هذا الغليان يقول الرشيدي أن "هذا الأمر ليس جديدا وكنت أصدرت كتابا في وقت سابق يتحدث على الحزب، وطالبت من خلاله بتغيير العمل وإما سينقرض الحزب" مستدركا "الوضعية التي يعيشها الحزب اليوم لا يتحمل مسؤوليتها إدريس لشكر لوحده، والمغاربة بحاجة إلى حزب الاتحاد الإشتراكي قوي ومناضلي الأخير غير راضين على وضعيته اليوم .".
ويتابع القيادي بـ"الوردة"'"نحتاج إلى هذه الرجة ونحتاج إلى نقذ ذاتي، وهذا النداء قمت به مباشرة بعد الانتخابات السابقة، لأن مجموعة من الاتحاديين ترشحو للانتخابات ولم يستطيعو الوصول للعتبة القانونية وطالبت حينها من المكتب السياسي بمرمته تقديم الاستقالة ".
ومن ناحية التعديل الحكومي يؤكد المتحدث "إدريس لشكر موقع التفاوض الذي يمتلكه ضعيف، وبالتالي كيف سيفرض وجهة نظره بعشرين برلمانيا وأخد مناصب حكومية مع حزب يتجاوز مقاعده المئة" مشددا "كان من المفترض عدم الدخول للحكومة، في المقابل كان يتعين بناء حزب قوي".
ويعيش ادريس لشكر أحلك أيامه بسبب ارتفاع أصوات كبار قياديي حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، مطالبين بضرورة الدعوة إلى عقد دورة إستثنائية للجنة المركزية من أجل إتخاذ قرار الإنسحاب من الحكومة، وإقالة الكاتب الأول للحزب والمكتب السياسي ورئيس اللجنة الإدارية، والدعوة إلى عقد مؤتمر إستثنائي تُنتخب فيه قيادة جديدة لحزب "الوردة".