يجد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نفسه في وضعية حرجة داخل الحزب، مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني المقرر منتصف الشهر الجاري، بسبب تصاعد الاحتجاجات الداخلية الرافضة لتجديد ولايته على رأس الحزب للمرة الرابعة.
مصادر من داخل الحزب كشفت أن عددًا من الاتحاديين عبّروا عن رفضهم الصريح لاستمرار لشكر، وذهب بعضهم إلى تجميد عضويته احتجاجًا على هذه التوجهات، في محاولة واضحة لإجهاض مساعي الدفع به لولاية جديدة.
وتزايدت حدة الانتقادات داخل أوساط اتحادية، خاصة من طرف الجيل الجديد، الذي بات يُعرف إعلاميًا بـ”جيل زيد”، في إشارة إلى شباب الحزب الذين يدافعون عن تجديد النخب وفتح المجال أمام وجوه جديدة في القيادة، بعيدًا عن منطق التمديد والتوريث السياسي.
في مقابل ذلك، التمس عدد من الغاضبين من لشكر دعمه لترشيح شخصية بديلة، تكون محل توافق داخل الحزب، على أن يُقترح هو رئيسًا لمجلس رئاسة استشاري، يتكوّن من قادة سابقين بالحزب، وتكون مهمته تقديم النصح والمواكبة للقيادة الجديدة، خاصة من طرف شخصيات اتحادية اشتغلت على الإنتاج الفكري والثقافي للحزب.
هذا المقترح يعكس رغبة واضحة في إعادة الاعتبار لدور الحزب الثقافي والسياسي، وإحياء تقاليده الفكرية عبر إشراك القامات التاريخية في التأطير والتوجيه، بدل الاستمرار في الصراع على المناصب.
ومع اقتراب موعد المؤتمر، لا تزال الانقسامات داخل الاتحاد الاشتراكي تتعمق، بين من يراهن على تجديد القيادة، ومن يفضل الاستمرارية في سياق سياسي معقد، ما يجعل مخرجات المؤتمر المقبل حاسمة في رسم ملامح مستقبل الحزب.