نشر أحمد الزفزافي والد ناصر المعتقل على خلفية حراك الريف، رسالة عبر حسابه في الفيسبوك يدعو من خلالها للخروج في ذكرى وفاة محسن فكري، بعيدا على النزعات القبلية .
وجاء في الرسالة :"إننا بصدد تنظيم مسيرة ستكون بإذن الله تعالى تاريخية بامتياز، وبفضل الجميع رجالا و نساء سنخلد محطتنا النضالية لاستشهاد الشهيد محسن فكري رحمه الله تعالى، و أولى لحظات بزوغ شرارة حراك الريف المجيد، و بهذه المناسبة الكبيرة و العظيمة نريد أن نصنع تاريخا آخر خاليا من كل الصراعات الإديولوجية التي لا تخدم إلا المخزن و عبرها يتيح الفرصة لتشتيتنا و زرع النعرات القبلية."
وأضاف أحمد الزفزافي في رسالته الذي نقلها عن إبنه :"لا تجعلوا اليأس يسيطر عليكم و يكون عثرة أمام طريقكم فسبيلنا نحو الحريّة شاق و طويل، و اعلموا أن سلاح الصّبر و الأمل أقوى و به سنخوض معاركنا النضالية حتى تحقيق ما نرجوه، فشعبنا اليوم يمر بفترات عصيبة بإمكاننا كذلك أن نتغلب عليها و نتجاوزها إذا ما تركنا ما يدعو إلى الشقاق و التفرقة، و اعلموا أن انتصار أجدادنا و جداتنا على الإستعمار كان بدءا من ترك الصراعات القبلية و توحيد الصفوف ، حبي لكم لم يكن طمعا في شيء و إنما من منطلق إيماني بالتضحية من أجلكم جميعا كيفما كانت توجهاتكم، لكن ريفنا و وطننا في أمس الحاجة لمن يحبه عن صدق و يضحي لأجله، و يقدم ما يخدم المصلحة العامة على الخاصة، فوحدوا صفوفكم و تسلحوا بالإرادة و العزيمة تنالوا ما تصبون إليه، إني أناشدكم باسم الله و الوطن و مصلحة الريف و باسم شهداءنا الأبرار الذين استرخصوا حياتهم من أجلنا، أن تدعوا عنكم صراعات اللايفات و الهرولة نحو المنصَّات فكلكم للريف و الريف لكم، وحّدوا صفوفكم و صفّوا قلوبكم واخلعوا عنكم جلباب الأنانية و حب الذّات و دعوا عنكم التخوين و التّخوين المضاد، حتى لا تتحوّلوا إلى أضحوكة و يضرب بكم المثل بأشياء يستحي لساني من ذكرها."
وختم الزفزافي في رسالته :"أما إذا كان هناك من يتعمد خلقَ الصراعات، فأقول له لا يمكن أن نصارع خنزيرا في بركة وحل فنتلوّث نحن و يستمتع هو، و لذلك وجهوا سهامكم نحو من تفنّن في تعذيبنا و اختطافنا و اغتصابنا و عمل على تهجيرنا، و لا تجعلوا للفئة الباغية و الطاغية و الشرذمة التي اختارت الرّكون إلى المخزن مكانا لها بينكم، و لتجعلوا من اختلافكم ما يخدم مصلحة الجميع.. أما من يحاولون أن يكونوا أسودا علينا و نعاجا على المخزن فمصيرهم كمصير الذين انكشف أمرهم و اتضح نفاقهم، و الذين ينشرون الإشاعات و السّموم و ينبشون في أعراض العائلات فإنهم كما يقول الله تعالى : إنهم ليقولون منكرا من القول و زورا (سورة المجادلة)، فلا يضرون إلا أنفسهم و لا يشعرون، و لهذا أدعو فضلا و ليس أمرا جميع الأحرار و الحرائر رجالا و نساء شبابا و شابات أطفالا و شيوخا، لإنجاح عرسنا النضالي يوم 26 أكتوبر 2019 بباريس من أجل كسر الحصار المطبِق على ريفنا من طرف المخزن و صمت المنتظم الدّولي، و لنجعل كذلك من هذه المسيرة رسالة لمن يهمّهم الأمر على أننا مقبلون على تنظيم مسيرات داخل وطننا في القريب العاجل إن شاء الله من أجل تحرير الوطن من الاستبداد، و ختاما أقول لكم :بكم أتنفس الحرية رغم ويلات السجن."