رمضان في سوريا... الخوف ورائحة الموت على موائد الإفطار

 

يصوم المسلمون شهر رمضان من كل سنة في جميع بقاع العالم، لكن العادات والتقاليد الخاصة بهذا الشهر الكريم تختلف من شعب لآخر، فلكل دولة مسلمة طقوس تميزها وتشتهر بها، فكيف يصوم السوريون الشهر الأبرك؟.

"  مباركة طاعتكن ورمضان كريم "، هكذا يتبادل السوريون التهنئة بقدوم رمضان، إلا أن شعلة فرحة  الشهر الأبرك أطفأها الدمار والقصف وأصوات القذائف، وباتت طقوس رمضان يكسوها رماد الحرب التي اندلعت منذ 2012.

من قلب حلب، تصف رشا كلاس البالغة من العمر 30 سنة ل "بلبريس" بحرقة أجوار رمضان  قبل وبعد الحرب " أصبحت اللمة على طاولة الإفطار بسوريا أمرا مستحيلا، فغياب العديد من أفراد الأسرة بات أمرا عاديا، فهناك من فقد أبويه، وهناك من قتل أطفاله أمام عينيه، أو اختطف أخوانه وعذب ذويه حتى الموت، و هناك من هاجر أقرباءه في قوارب الموت إلى وجهة مجهولة دون وداع حتى، لم تعد العائلة مجتمعة مثل قبل، ولا الضحك ينبع من القلب".

وتتساءل رشا الأرملة والأم لخمس أطفال :" كيف سنفرق بين صوت مدفع رمضان ومدافع الحرب؟ وفي المناطق المحاصرة لانعرف هل سنجد ما سنقتات عليه بعد آذان المغرب أم سنظل صائمين إلى وقت غير معلوم".

الإحساس بالفرح مع قدوم رمضان تلاشى مع مخلفات الحرب والدمار، تقول رشا، سوريا كانت بلاد الأمن والأمان، وكان الناس يحبون بعضهم البعض ويخافون على بعضهم، فسوريا كانت بلد الخيرات وكل ما نحتاجه متوفر في الأسواق، لكن مع الأسف الشديد، اليوم  ظروفنا أصبحت صعبة، وغلاء الأسعار والخوف أصبحا يؤرقان مضاجعنا في كل لحظة ومناسبة، وانقطاع الماء والكهرباء يعمق جراحنا مع حلول هذا الشهر الفضيل".

وعن أجواء رمضان وعادات أهل الشام، تقول نايا تركماني جارة رشا:" المسحر(طبال)  يقوم بإيقاظ النائمين لسحور، وهو ينادي "قوم يا صائم وحد الدائم يا أبو احمد وحد الله"، ووجبة السحور عادة ماتكون عبارة عن اللبن المصفى والزيتون والبيض والجبن المربيات والزعتر وبعض المعجنات...".

وتشير المتحدثة ذاتها بأنه :"يكون على فطور عصير السوس وعصير التمر هندي وقمر الدين (عصير المشمش) وبيكون أنواع كتير من طبخ أهم شي العصير يلي حكيت عنو ومعروك متل الصمون بيكون"، مضيفة :"في أطباق رئيسية متل محاشي رز ملوخية وكبة ب كل أنواع مقبلات هيك شي".

وأكدت نايا البالغة من العمر 28 سنة إلى أن السوريين يحرصون على صلاة التراويح وقيام الليل، وفي ليلة القدر يختتم القرآن بالمساجد، مشيرة إلى ان يوم العيد تكون مناسبة لزيارة الأهل والأصدقاء، حيث يسر الأطفال كثيرا بهذا اليوم الذي ينبغي على الأهل منحهم المال لشراء السكاكر.