فاز باسيرو ديوماي فاي بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية السنغالية، وهو في طريقه ليكون الرئيس الفعلي خلفا للرئيس ماكي سال المنتهية ولايته، في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية.
وفي اليوم التالي للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في السنغال، اتصل مرشح الحكومة أمادو با بمرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي، الذي أظهرت النتائج الأولية تقدمه بفارق كبير، لتهنئته على “فوزه في الجولة الأولى”.
ويتقدم المعارض المناهض للنظام باسيرو ديوماي فاي بفارق كبير في الانتخابات الرئاسية، بعد يوم من التصويت، وفقا للنتائج الأولية التي نشرت في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وجرت الانتخابات بلا أي مشاكل تذكر. وبالرغم من توترات السنوات الأخيرة وتأجيل في اللحظة الأخيرة، فإنها المرة الثالثة التي تشهد فيها السنغال تناوبا للحكم على رأس السلطة منذ استقلالها عن فرنسا في 1960.
وقد أثار الالتباس الشديد الذي سبق الانتخابات موجة من الفعاليات والخطوات للإعراب عن التمسك بالممارسة الديموقراطية. وقال الرئيس سال الإثنين “هو انتصار للديموقراطية السنغالية”.
وأشادت الولايات المتحدة بالمسار الديموقراطي في السنغال. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن “التزام الشعب السنغالي بالمسار الديموقراطي يصب في قلب صداقتنا العميقة وروابطنا الثنائية الوطيدة”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “فرحت بتنظيم الانتخابات”.
وتنتهي ولاية ماكي سال رسميا في الثاني من أبريل القادم. ولم تحسم بعد مسألة تسليم السلطة بحلول هذه المهلة.
وأشارت نتائج أوردتها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي إلى تقدم المرشح باسيرو ديوماي فاي بوضوح على المرشح أمادو با، وبفارق كبير على المرشحين الآخرين.
ومن دون انتظار صدور النتائج النهائية، أعلنت صحف فوز فاي. وعنونت “والف كوتيديان” صفحتها الأولى متمنية “عيدا ميلادا سعيدا للسيد الرئيس”.
وقالت المغنية كومبا ديالو المعروفة باسمها الفني”كوين بيز” إنها “ثورة فعلية. كل شيء سيتغير، على الصعيد السلوكي والاجتماعي والمالي، كل شيء سيتغير”.
ومساء الأحد، عمت احتفالات أنصار باسيرو ديوماي فاي المقتنعين بفوزه شوارع العاصمة وكزامانس (الجنوب).
وقد يطلق فاي مسارا إصلاحيا عميقا في البلد.
وتعهد بـ”القطيعة” عند الإدلاء بصوته إلى جانب زوجتيه في مسقط رأسه ندياغاناو (الغرب).
وخرج باسيرو ديوماي فاي قبل عشرة أيام فقط من الانتخابات، من السجن حيث أمضى 11 شهرا، مستفيدا من قانون عفو شمل أيضا مرشده وزعيم حزبهما الذي تم حله عثمان سونكو.
ويعلن فاي أنه “مرشح تغيير النظام” و”الوحدة الإفريقية اليسارية”، ويركز برنامجه على استعادة “السيادة” الوطنية معتبرا أنها باتت مرهونة للخارج. ووعد بمكافحة الفساد وتوزيع الثروات بصورة أفضل ومعاودة التفاوض بشأن اتفاقات المناجم والغاز والنفط المبرمة مع شركات أجنبية.
وقد تبدأ السنغال بإنتاج الغاز والنفط اعتبارا من 2024.
وشكلت الانتخابات محل متابعة دقيقة، إذ تعتبر السنغال من أكثر الدول استقرارا في غرب إفريقيا. كذلك ترتبط دكار بعلاقات وثيقة مع الغرب بينما تعزز روسيا مواقعها في الجوار.
وشهدت البلاد منذ 2021 فترات من الاضطرابات نتيجة الصراع الشرس بين المعارض عثمان سونكو والسلطة، فضلا عن التوتر الاجتماعي والغموض الذي أبقى عليه الرئيس لفترة طويلة حول احتمال ترشحه لولاية ثالثة.
وعرفت السنغال أخطر أزمة تشهدها منذ عقود حين أعلن الرئيس ماكي سال في الثالث من فبراير تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 25 من الشهر نفسه.