قال وائل الدحدوح مدير مكتب قناة الجزيرة في غزة، إن الوضع في القطاع صعب جدا ، مشيرا إلى أنه غطى كل الحروب التي شهدها القطاع في غزة خلال ربع قرن من الزمان.
وأوضح الدحدوح في معرض جوابه لسؤال ’’بلبريس’’ خلال لقاء مفتوح على تطبيق كلووبهاوس قبيل قليل، إن هذه الحرب ليست كسابقاتها واختلفت كما ونوعا ، مبرزا أنه يمكن القول إنها بدأت من حيث انتهت، بدأت بتدمير البنايات وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وبدأت بقطع التيار الكهربائي نهائيا وقطع المياه ، وبدأت بقطع المعابر كليا وهذا حرم قطاع غزة من المواد المعيشية وأفرز واقعا في غاية الصعوبة .
وأضاف مراسل الجزيرة الذي فقد معظم أفراد أسرته في هذه الحرب، كان آخرهم ابنه حمزة، أن الحرب البرية أدخلت القطاع في واقع منقطع النظير ، وهذا دفع السكان إلى موجات نزوح نحو وسط وجنوب القطاع.
وعن عملية النزوح الأولى، كشف الدحدوح لـ’’بلبريس’’، أنه كان رافضا لها في البداية، رغم تلقي كل المراسلين لأوامر من الوكالات والقنوات التي يشتغلون بها بالنزوح جنوبا خوفا على حياتهم، مشيرا إلى انه واصل التغطية من شمال القطاع.
وفي هذا السياق كشف مراسل الجزيرة أن غالبية الصحفيين عندما بدأت العملية البرية، جاء تحذير من الاحتلال أن أي شخص هو هدف لجيش الاحتلال، بما فيهم الصحافيين، حيث أعطت وكالات الأنباء لمراسليها الأمر باخلاء الشمال والتوجه جنوبا وهذا شكل تحديا .
وكشف في ذات جوابه على سؤال بلبريس أنه قام ’’بتغطية جميع الأحداث والقصف كان على الهواء .
وشدد الدحدوح أن قطع الكهرباء فاقم المشكلة لأنه شيء أساسي ، بل هو أساس كل شيء، وهذا يجعل الصحافي يتوه في الحصول على أنصاف الحلول ، على حد قوله. بخصوص الكثير من الاحتياجيات كشرائح الهاتف ، وشبكات الاتصالات التي أصبحت ضعيفة، فنحاول الحصول على أجهزة تعمل بالاٌقمار الصناعية، بل وحتى رغيف الخبز، أصبح تحديا ناهيك من توفير المياه، الأمر الذي كان غاية في الصعوبة .
وفي هذا الصدد، يحكي مراسل الجزيرة بكثير من الحزن كيف كان يصعب وصول الماء إليهم في الطابق 14، إذ كان وصول الماء شبه مستحيل، عندما كان لايزال في الشمال.
وقال الدحدوح إنه ’’بالقدر الذي نسعى فيه للحصول على المعلومة، كنا نبدل أضعافا مضاعفة في هذه الظروف، للحصول على رغيف خبز، ونسعى لحلول ولو بدائية، لنواصل العمل، لقد واجهنا وضعا قاسيا . يضيف الدحدوح.
جدير بالذكر أن هناك أكثر من 100 صحفي قُتلوا على يد جيش إسرائيل في غزة،أثناء تغطيتهم للحرب هناك” وفق معطيات رسمية محلية ، فيما قالت منظمة مراسلون بلا حدود، في هذا الشأن ’’إن عدد الصحافيين الذين قتلوا في حرب غزة خلال هذه الفترة القصيرة يفوق عدد القتلى في أي نزاع شهده العالم منذ 30 عامًا ’’.
وتتواصل الحرب على غزة في يومها الـ96 ، مخلفة 23469 قتيلا، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم. تتزامن هذه التطورات مع بدء محكمة العدل الدولية في لاهاي جلسات استماع تتعلق بشكوى قدمتها جنوب أفريقيا للمطالبة بتعليق عاجل للحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع، تتهم فيها الدولة العبرية بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.