نذرة المياه وإفلاس القطاع الفلاحي يخيم على أجواء العيد بسوس

خيم استمرار تدهور القطاع الفلاحي، وإعلان كبار الفلاحين بجهة سوس ماسة عن إفلاسهم عبر تسريح العمال، وتقليص المساحات المغروس ناهيك عن قطع آلاف من أشجار الحوامض بفعل أزمة التسويق محليا ودوليا، حيث يأتي الاحتفال بعيد الفطر لهذه السنة وسط أخبار الاعتصامات، واحتجاج العمال أمام الضيعات الفلاحية، ومقرات الشركات الفلاحية الكبرى بالجهة.

وكعادتهم منذ عقود، تشتهر غالبية مناطق جهة سوس ماسة خاصة بالبوادي والقرى، بوجود "جماعة الدوار" التي تقوم بتدبير أمور الماء والرعي وكذا الإشراف على "فقيه الدوار" وشؤون المسجد أو "الزاوية"، حيث ينعقد اجتماع موسع بحضور غالبية السكان المقيمون منهم أو القادمون من المدن التي يشتغلون فيها لغياب فرص العمل محليا وتوالي سنوات الجفاف التي حولت الحقول إلى أراضي بور، تنتظر أن تجود السماء بمصدر الحياة على كوكب الارض.

"بلبريس" حضرت اجتماع أحد الدواوير المتاوجدة بهوامش إقليم تارودانت الذي يعتبر أكبر إقليم في المغرب من حيث عدد الجماعات القروية، حيث أعلنت "جماعة الدوار" بشكل رسمي فشل الموسم الفلاحي للسنة الثالثة على التوالي، مشيرين بتكبد غالبية الفلاحين الصغار والكبار منهم لخسائر تهددهم بالسجن وليس فقط التوقف عن غرس المزروعات ذات المردودية العالية والإكتفاء فقط بالمغروسات المعيشية.

وخلال حديثهم الطويل عن فشل الموسم الفلاحي ونذرة المياه السطحية وكذا جفاف العديد من الابار، لم يفوت القيمون على شؤون الدوار مناسبة إنعقاد إجتماع "اهل الدوار" دون الحديث عن إعتصامات العمال الفلاحيين أمام مصانع تلفيف الحوامض والبواكر وكذا الضيعات الفلاحية التي يملكها كبار الفلاحين المعروفين وطنيا وكذا دوليا خاصة المستمرون من إسبانيا وإيطاليا.

وكشف أحد أعضاء "جماعة الدوار" بمنطقة أولاد تايمة، وهو شيخ يبلغ من العمر 76 سنة، بأنه لاحظ بوجود تدهور خطير للقطاع الفلاحي بجهة سوس ماسة عموما بفعل تنقله بين الاسواق الأسبوعية بإقليم تارودانت والاقاليم المجاورة، مشيرا بأن عمق الابار كان إلى عقود قريبة لايتجاوز 10 أمتار وأقل، في حين أن متوسط عمق الابار بمنطقة سبت الكردان مثلا هو 180 مترا، في حين جفت الفرشة المائية بشكل نهائي في مناطق اخرى.

وأضاف الشيخ ذاته قائلا" انتهى الموسم الفلاحي بمنطقة سوس على وقع احتجاجات واحتقان اجتماعي غير مسبوق بفعل ازمة الحوامض، حيث ان مجموعة من محطات التلفيف المعروفة بالجهة أوقفوا أنشطتهم بشكل نهائي بفعل أزمة التسويق، ما ساهم في تفاقم الأزمة، ناهيك عن المشاكل الاجتماعية التي سيخلفها الإفلاس، والتي سيدفع ثمنها العمال البسطاء وعائلاتهم في ظل سياسة الآذان الصماء التي تنهجها الحكومة الحالية، رغم التوجيهات الملكية التي تناشد خلق طبقة متوسطة تمتهن الفلاحة.