شهد المغرب خلال عام 2024 ارتفاعاً ملحوظاً في وارداته من القمح، حيث بلغت الكميات المستوردة حوالي 58.5 مليون قنطار. ويأتي هذا الاعتماد المتزايد على الاستيراد كرد فعل مباشر على التراجع الحاد الذي شهده محصول الحبوب المحلي، نتيجة ظروف الجفاف ونقص التساقطات المطرية.
تفاصيل الواردات ومصادرها
توزعت هذه الواردات بين القمح الطري (48 مليون قنطار) والقمح الصلب (10.5 ملايين قنطار). بالنسبة للقمح الطري، تصدرت فرنسا الموردين (20 مليون قنطار)، تلتها روسيا (10 ملايين)، ثم ألمانيا (5.7 ملايين)، وأوكرانيا ورومانيا. أما القمح الصلب، فاستحوذت كندا على الحصة الأكبر (9.6 ملايين قنطار)، تلتها فرنسا والولايات المتحدة بكميات أقل.
تراجع الإنتاج الوطني للحبوب
يُعزى هذا الارتفاع في الاستيراد إلى الانخفاض الحاد في الإنتاج الوطني للحبوب بنسبة 43% في موسم 2023-2024، حيث لم يتجاوز المحصول 31.2 مليون قنطار (مقارنة بـ 55.1 مليون في الموسم السابق). وتوزع الإنتاج المحلي على 17.5 مليون قنطار قمح طري، 7.1 مليون قمح صلب، و6.6 مليون شعير.
توقعات الفاو والوضع العالمي
أكدت هذه الأرقام توقعات منظمة الفاو، التي قدرت واردات المغرب بنحو 7.5 ملايين طن (75 مليون قنطار) بزيادة 19%، مما يضع المملكة في المرتبة السادسة عالمياً بين مستوردي القمح. وأشارت الفاو إلى أن تراجع الإنتاج المغربي (المتوقع عند 2.5 مليون طن) يساهم في الانخفاض الطفيف للإنتاج العالمي.
تداعيات الجفاف المستمر
أوضح وزير الفلاحة السابق، محمد صديقي، أن الموسم الفلاحي الحالي يتشابه مع موسم 2022 في ضعف الإنتاج، مرجعاً السبب إلى استمرار الجفاف للعام الثالث على التوالي وانخفاض المساحات المزروعة لأدنى مستوى منذ 40 عاماً، مما يفاقم تحديات القطاع.