رغم الظواهر الجوية السيئة، يعتبر الميزان التجاري للأغذية الزراعية مواتيا للمغرب، على الرغم من أن قيمة الصادرات الإسبانية إلى المغرب زادت بأكثر من الضعف في السنوات الخمس الماضية، حيث ارتفعت من 419 مليون يورو إلى1.155 مليار يورو.
وذكر تقرير لهاف بوست إسبانيا، أنه ورغم الحالة الجوية، لكن المغرب تمكن من تجاوز الوضع بأربع أنواع من الخضروات.
واستند التقرير على تحليل EastFruit، الذي كشف أن صادرات الخضروات زودت المغرب بما يقرب من 1.6 مليون يورو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12٪ مقارنة بالعام السابق ورقم أعلى بنسبة 50٪ تقريبًا من متوسط الخمس سنوات الماضية.
وظلت الطماطم الدفيئة حجر الزاوية في عائدات التصدير المغربية، يليها الفلفل الحلو ضمن قطاع الخضار.
وفي هذه الفئة، يضيف المصدر ارتفعت سنة 2023 صادرات الفلفل الحلو من المغرب بنسبة 4% لتصل إلى 174 ألف طن.
من جانبهما، يكمل كل من الكوسة والقرع الفئات الثلاث الرئيسية للخضروات الطازجة حسب دخل التصدير، مع احتلال خيار الدفيئة المركز الرابع، حيث ساهمت الصادرات بـ 23 مليون دولار في الاقتصاد.
في سياق متصل تقول صحيفة نافار، إن وزير الفلاحة الإسباني لويس بلاناس، كان مقتنعا بأن إسبانيا، رابع أكبر دولة مصدرة في الاتحاد الأوروبي والسابعة في العالم، ستواصل زيادة مبيعات الأغذية الزراعية وصيد الأسماك إلى المغرب.
ويؤكد وجود الشركات الاسبانية في معرض الفلاحة بمكناس على الحالة الطيبة للعلاقات بين البلدين.
وبالمثل، سُلط الضوء على النية المتبادلة "لتكثيف التعاون الذي نحافظ عليه بين حكومتينا لمواجهة تحديات قطاع الأغذية الزراعية، وخاصة تلك الناجمة عن تغير المناخ، لضمان إنتاج الغذاء والأمن الغذائي".
وأعرب الوزيران عن الانسجام الجيد بين حكومتي إسبانيا والمغرب، اللتين تتمتعان بعلاقات دائمة ومتغيرة في مجال التعاون الفلاحي.
وعلى وجه الخصوص، تغطي اتفاقيات تصدير المواشي والمنتجات الحيوانية الإسبانية جميع القطاعات تقريبًا. وقد أتاح العمل المشترك بين الإدارتين جعل شروط وصول المواشي إلى المغرب، أحد أكثر بلدان شمال إفريقيا التزاما بالصحة الحيوانية، وأكثر مرونة.
كما أعربا عن قلقهما إزاء آثار فترات الجفاف الطويلة على تنمية الزراعة. وبهذا المعنى، قدم بلاناس لنظيره المغربي تفاصيل الاستثمارات الجاري تنفيذها في إسبانيا لتحديث الري، لتحقيق استخدام أكثر كفاءة للموارد المائية والاتجاه نحو استخدام أكبر للمياه غير التقليدية.
وبعد الاجتماع الثنائي، قام الوزيران بزيارة جناح وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية، حيث تبادلا الانطباعات مع ممثلي الشركات الإسبانية الموجودة هناك.
في سياق آخر خطا المغرب خطوة مهمة نحو الاستدامة، حيث ثم التوقيع عل هامش المعرض، مع الاتحاد الأوروبي على مشروع “ابتكار” في مكناس، الذي يركز على تكييف التدريب والأبحاث الزراعية المغربية مع تحديات التحول البيئي.
وتم إبرام الاتفاقية بحضور محمد صديقي، وزير الفلاحة المغربي، وباتريشيا لومبارت كوساك، سفيرة الاتحاد الأوروبي.
ويهدف المشروع، الذي تبلغ ميزانيته 4 ملايين يورو ويستمر لمدة ثلاث سنوات ونصف، إلى إصلاح المناهج التعليمية لدمج الممارسات المستدامة وإعداد جيل جديد من المهنيين لمواجهة تحديات المناخ.
بالإضافة إلى ذلك، ستعمل "ابتكار" على تعزيز التعاون البحثي من أجل استدامة أنظمة الغذاء والغابات وتشجيع ريادة الأعمال البيئية.