صدر حديثاً كتاب بعنوان "العلاقات المغربية - الإماراتية شراكة استراتيجية نموذجية"، من تأليف كريمة بلش باحثة في سلك الدكتوراه القانون العام والعلوم السياسية ، جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية أكدال، ومن تقديم الدكتور محمد زكرياء أبو الذهب أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية – أكدال جامعة محمد الخامس بالرباط.
وجاءت فكرة تأليف الكتاب حسب كاتبته كريمة بلش، إلى أملها في توالي الإصدارات العلمية في مجال السياسة الخارجية تغني وتثري الساحة العلمية في السنوات المقبلة انطلاقا من قناعة علمية وعملية راسخة، مفادها أن عملية النهضة والتنمية الشاملة التي نبتغيها جميعا لبلداننا العربية، لم تتحقق بالشكل المطلوب، ما لم يتم الجمع بين الحيادية في الطرح والتوصيف والتحليل للماضي والحاضر، مع رؤية استشرافية للمستقبل.
وقالت بلش إن الكتاب حرص وفق ضوابط منهجية ومعايير موضوعية وواقعية، تجعل منه مرجعا ذا مصداقية لدى صناع القرار من جهة وفي الساحة السياسية والبحثية العربية والأجنبية من جهة أخرى، مستندا على منهج علمي يتجنب أن يكون مجرد تجميع لمعلومات أو وجهات نظر شخصية تحمل مواقف مسبقة ثابتة، إنه يقدم تحليلا علميا رصينا مستندا إلى مؤشرات علمية قابلة للتمحيص.
ويسعى هذا الكتاب، وفق بلش، إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أحدهما نظري يتصل بالأسس التي ترتكز إليها التطورات التي شهدتها العلاقات المغربية – الإماراتية في الآونة الأخيرة، بمختلف الدلالات المعرفية والعلمية والسياسية الراهنة والمستقبلية.
أما الهدف الثاني هو أن الدراسات التي همت العلاقات العربية – العربية هي ضئيلة أو أنها دراسات تناولت العلاقات العربية بشكل عمودي أو بنسق تقليدي.
وأوضحت الكاتبة، أن النسق الدولي الآن تغير وأضحت الضرورة إلى تكييف وموائمة المعطيات المستجدة مع التحولات الراهنة التي تشهدها الساحة العربية، خاصة وأن هذه الدول باتت تمثل ثقلا كبيرا ومهما في الساحة الدولية.
ومن هنا جاءت الفكرة في تأليف هذا الكتاب، حيث يشكل هذا الأخير لبنة في مسار البحث العلمي في مجال العلاقات العربية – العربية، كما يفيد القارئ والمتتبع على الخصوص على فهم أوسع لعلاقة الشراكة المتميزة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في ضوء المتغيرات الجيوسياسية والجيو- اقتصادية الراهنة، حسب كريمة بلش.
الرسالة / الرؤية
قالت الكاتبة إننا نعلم أن العلاقات المغربية – الإماراتية هي مسيرة لها جذور، وضعها المغفور لهما جلالة الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ السبعينات هذه العلاقة استمرت وهذه المسيرة تطورت، مع جلالة الملك محمد السادس والقيادة الإماراتية.
من خلال هذا الكتاب حرص بلش، "على تبيان رسالة مفادها، البحث في مدى قوة هذه العلاقة بين المغرب والإمارات، هذه العلاقة ليست جديدة ومفاجئة، بل هي تحصيل حاصل لمسيرة متواصلة وهذا يضيف لبنة أخرى لعلاقات متميزة، علاقات متجذرة، علاقات وطيدة، ولشراكة استراتيجية نموذجية استثنائية، كما قال المغفور له الشيخ زايد "علاقة توأمين لا تفرقهما إلا الجغرافيا".
بهذا المعنى، يدعو هذا الكتاب القارئ إلى إعادة التفكير في النهج السابق لدراسة العلاقات الثنائية في العلاقات الدولية (الإقتصار على مقاربة وصفية للمؤسسات والعمليات السياسية لكل دولة)، بعد الملاحظات حول الوضع الحالي للمجال، لا سيما فيما يتعلق بتأثير التحول العلائقي في نظرية العلاقات الدولية.
العلاقات المغربية الإماراتية من منظور كريمة بلش
العلاقات بين المغرب والإمارات تعتبر نموذجا ناجحا للتكامل والتعاون العربي – العربي. فالمغرب شريك استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث يعتبر الأمن المغربي جزء من أمنها، كما أن أمن الخليج هو جزء من الأمن الاستراتيجي المغربي.
في رأيي أن أبرز ما يعزز الشراكة المغربية – الإماراتية أنها تتسم بالشمول والتنوع والعمق، حيث تتضمن أبعادا سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية وثقافية، وهو ما يضمن لها التطور المتواصل، ويفتح أمامها آفاق جديدة تواكب تطلع الجانبين نحو الإرتقاء بمسار هذه الشراكة خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم مصالح الشعبين الإماراتي والمغربي.
في النهاية العلاقات المغربية – الإماراتية نموذج للشراكة الإستراتيجية الشاملة التي استطاعت أن تتعزز وتتطور بإستمرار.