..لازالت مغادرة الكليادور " عبد الرزاق حمد الله" لمعسكر المنتخب الوطني المغربي تثير العديد من التعاليق عبر وسائط التواصل الاجتماعي وتسيل الكثير من المداد على صفحات الجرائد الوطنية والدولية بل ولاقت هذه المغادرة تضامنا واسعا وتعاطفا وتفهما لم يسبق للاعب مغربي أن حضي به عبر التاريخ سواء من طرف الجماهير المغربية أو من طرف المتتبعين للشأن الكروي عبر العالم ..فلماذا هذا الزخم من التعاطف وهذه الموجة من الاستنكار والتنديد بما يكون قد وقع للاعب " عبد الرزاق " داخل معسكر الأسود ونحن على بعد أيام من الكأس الإفريقية للأمم 2019 بأرض الكنانة مصر..فمن هو " عبد الرزاق حمد الله" ..حتى ينال كل هذا التعاطف وكل هذا التفهم الجماهيري عبر العالم ..ومن هم هؤلاء الآخرون من داخل المنتخب الذي قد يكونوا يكنون العداء لهذا النجم ويريدون التخلص منه بأي وجه؟
لن نعود هنا لحدث المغادرة أو الاستغناء أو الطرد أو الاستبدال بداعي تعرض اللاعب للإصابة أو غضبته الكبيرة من المعاملة السيئة والأنانية التي قد يكون " عبد الرزاق حمد الله" ضحية لها بمجرد المناداة عليه لصفوف المنتخب الوطني وهي للتذكير ليست المرة الأولى التي يتعرض لها وليس هو اللاعب الأول الذي يعاني من مشاكل بالمنتخب بل سبق لآخرين أن غادروا المنتخب ورفضوا دعوة الناخب الوطني "هيرفي رونار" ومنهم نجم نادي أجاكس أمستردام الهولندي اللاعب الطائر " حكيم زياش" أحسن لاعب في الدوري الهولندي لهذا الموسم وظاهرة " الشوبيونز ليغ الأوربي" والذي يشكل إلى جانب مواطنه " نصير نزراوي" ثنائي خطير بصفوف الأجاكس ..لن نعود لحدث المغادرة ، بل سنتحدث عن قيمة هذا اللاعب التي ربما يجهلها أو يتجاهلها عن قصد وعن سبق الإصرار والترصد من أوكلت لهم شؤون المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم ولأولئك الذين قد يكونوا أصيبوا بعمى الأنانية من اللاعبين لا قدر الله.. إن من يفهم في كرة القدم سواء كلاعب أو تقني أو صحفي رياضي متخصص أومتتبع عادي عاشق للكرة لا يمكن أن ينكر على " عبد الرزاق حمد الله" أنه لاعب كبير ، مهاجم خطير ، هداف سفاح احتل صدارة ترتيب الهدافين ونكل بحراس المرمى سواء في المغرب أو في النرويج أو في الصين أو في قطر أو حاليا بالسعودية وهو الذي دخل تاريخ هذا الدوري من بابه الواسع بتحقيقه لقب هدافه التاريخي مع نادي النصر السعودي صاحب لقب البطولة لهذا الموسم ، لقب لم يتأتى بالسهل بل بعد صراع طويل استمر إلى غاية الأسبوع الأخير من الموسم الكروي السعودي .."عبد الرزاق حمد الله " صاروخ تهديفي عابر للقارات بشهادة كبريات وسائل الإعلام العالمية وهو الذي تفوق على اللاعبين الكبيرين العالميين " ليونيل ميسي" و" كريستيانو رونالدو" في الشهور الأولى من سنة 2019 وسجل نفسه بفخر في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم كأول هداف في العالم وأصبح مطلب أعتد الأندية الأوربية حاليا .. " عبد الرزاق حمد الله" بطل الهاتريكات بدون منازع هذا الموسم شكل رفقة مواطنه " نور الدين أمرابط " بالنادي السعودي ثنائي مرعب ورهيب الذي يعود له الفضل في تألق خط هجومهذا النادي وإحرازه لقب الدوري ؟ أليس المنتخب الوطني ، والحالة هذه ، في حاجة ماسة إلى ثنائي من هذا (الكاليبر) متفاهم منسجم من شأنه تقديم الإضافة الضرورية والمرجوة لخط الهجوم ؟ عوض المغامرة والاعتماد على لاعبين تجاوزوا مدة صلاحيتهم وأصبحوا يشكلون عبءا ثقيلا لا على أنديتهم ولا على المنتخب الوطني ..لاعبين نالوا ثقة المدرب " هيرفي رونار " خلال كأس إفريقيا 2017 وفي كأس العالم 2018 بروسيا ولم يقنعوا وليس من بينهم قلب هجوم من طينة حمد الله ، مبرره الوحيد آنذاك للمناداة عليهم هو كونهم يلعبون في الدوري الأوربي ..ثقة لم يحظ بها " عبد الرزاق حمد الله" رغم تألقه لأنه حسب رونار دائما لاعب في الدوري الخليجي الذي يعتبره هذا العالم الكروي دوري ضعيف ᴉᴉᴉ.والآن نجد نفس المدرب ينادي على نفس اللاعبين رغم أنهم أصبحوا يلعبون في الخليج وعلى تواضعهم الفني وغياب تنافسيتهم ومعهم نادى على " حمد الله" مرغما وتحت ضغط الجماهير المغربية والعالمية وضغط الإنجازات والتألق اللافت للاعب بالدوري السعودي وليتم الاستغناء عليه برعونة في أوج الإعداد للمشاركة في كأس إفريقيا بمصر..
كيف لمنتخب وطني مرشح لإحراز اللقب ونحن مقبلون على استحقاق قاري كبير يتطلب منا إعداد العدة واختيار أجود وأجهز اللاعبين لرفع التحدي وتشريف كرة القدم الوطنية ، يستغني ( المنتخب) عن لاعب كبير وهداف بالفطرة لا يتوفر المنتخب الوطني عن نظير له وفي هذه الفترة بالذات في مقابل حضور لاعبين آخرين أغلبهم يفتقد للتنافسية ومنهم من لازم دكة الاحتياط في فرقهم سواء بأوربا أو بمصر والخليج طيلة الموسم بل وفشلوا في أول اختبار تجريبي لهم في المباراة الإعدادية الأخيرة أمام منتخب غامبيا حيث ظهروا بمستوى جد ضعيف وباهت ، وهي بالمناسبة، المباراة التي كانت بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الأجواء السيئة والغيرعادية التي تحيط بإعداد المنتخب الوطني لخوض غمار كأس افريقيا بمصر ..نتساءل ونجيب في الآن ذاته أن ما وقع هو إعادة مخيبة لآمال المغاربة ،ولو بتبريرات أخرى ، لما سبق وأن وقع لهذا الأسد وسط غابة الأنانية والمحسوبية بالمعسكرات الإعدادية للمنتخب الوطني والتي يعاني فيها اللاعب عبد الرزاق من غياب التقدير والاحترام والروح الجماعية بين اللاعبين مقابل حضور الأنانية والحكرة فيما أصبح يصطلح عليه في صفوف المنتخب الوطني ب( النقابة) حيث وجود لوبي من اللاعبين المحترفين الحاليين أو السابقين بأوربا يحسبون نفسهم أحسن من "عبد الرزاق حمد الله "..
الظلم الذي تعرض له هذا اللاعب الخلوق والاستثنائي ليس وليد معسكر الإعداد للمشاركة في الكأس القارية الإفريقية بمصر بل عانى هذا اللاعب في وقت سابق من ظلم المدير التقني الهولندي للمنتخب الوطني الأولمبي آنذاك " بيم فيربيك" والذي أقصاه ، دون أن يذكر سببا مقنعا ،من المشاركة مع المنتخب في أولمبياد لندن 2012 رغم أنه كان هداف الإقصائيات المؤهلة ويرجع له الفضل في تأهل المنتخب للنهائيات بلندن من خلال تسجيله ثمانية أهداف ..إقصاء وذكرى سيئة أثرت نفسيا بشكل كبير على اللاعب " عبد الرزاق حمد الله" وكادت تعصف بمستقبله لولا المؤازرة والدعم النفسي الذي لاقاه من أقاربه و محبيه و أصدقائه..
ختاما ، لا بد من الإشارة والتوضيح لمن في حاجة لمزيد من التوضيح أن السوبر قناص " عبد الرزاق حمد الله " مهاجم هداف بالفطرة يتميز بذكاء خارق في التموضع لتسجيل الأهداف دون كبير عناء ودون الحاجة إلى مجهود عضلي خارق وباستطاعته التأقلم مع أية منظومة للعب سواء اعتمدت على اللعب الفردي أو الجماعي كما بإمكانه التسجيل في أية مباراة وقلب نتيجة المباراة في أي لحظة والأدلة كثيرة ومتنوعة كان آخرها تألقه في الدوري السعودي حيث سجل في جل المباريات التي لعبها وحاز لقب الهداف التاريخي لهذا الدوري وقاد فريقه إلى الظفر باللقب لموسم 2019 ..
هذا هو "عبد الرزاق حمد الله".. ولكم واسع النظر..احكموا بما شئتم..